و مقابل دعوة البوذيين و العلمانيين و غيرهم إلى الندوات و الملتقيات الفكرية التي ينظمونها فهم حريصون كل الحرص على تجنب دعوة للعاملين للإسلام{ ما يعرف باسم الإسلاميين} أو التعامل معهم! رغم أن بعض هؤلاء و خاصة من حركة التوحيد و الإصلاح و حزب العدالة و التنمية قد اجتهدوا في مد الجسور مع الطرق الصوفية و الحوار معها و عدم تركها فريسة للأمركة كما قال بعضهم, ووصل الأمر إلى امتناع محمد اليتيم عن نشر مقال لصديقه الدكتور محمد وراضي في جريدة "التجديد" ينقد فيه محاضرة لأحمد توفيق وزير الأوقاف البوتشيشي افتتح بها "الدروس الحسنية" في رمضان و كانت بحضور الملك محمد السادس تحت عنوان" النسب الشريف و السند الصوفي" رأى فيها الدكتور محمد وراضي تزلفا غبيا و اساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و عندما استفسره عن سبب امتناعه عن نشرها قال له:" ما معناه : "إن سياسة حزبنا تحرص أشد الحرص على تجنب أي صدام مع جماعات إسلامية من أسرة واحدة! فضلا عن كونه يحرص على مواجهة العلمانيين كخصوم حقيقيين للدين!" , بيد أن كل ذلك لم يثمر شيئا مع البوتشيشية ,وذلك أن الحوار يكون مع من يملك زمام أمره أما عندما يكون المدعو إلى الحوار تتحكم فيه الدوائر الأمنية المشبوهة و يكون بعض عناصره هم مجرد موظفين دسوا داخل الزاوية للقيام بمهمة محددة, فيخشى أن يساهم دعاة التطبيع مع هؤلاء و عدم الرد عليهم, في دعم هذا التصوف الخرافي القبوري من حيث لا يشعرون و من دون أن تستفيد الدعوة الإسلامية من ذلك شيئا بل قد تتضرر بتضرر عقائد الناس, ذلك أن المخزن حريص على لعبة التوازنات و هو لن يسمح باللقاء بين الإسلاميين و الصوفية الذين لا يدعمهم حبا في الصوفية و ايمانا بمعتقداتها ولكنه يهدف من وراء ذلك إلى العمل على التصدي للمد الإسلامي و اضعافه, بيد أن الحوار أو الانفتاح يكون أجدى مع الطرق التي تملك زمام أمرها أو تعمل على ذلك مثل الزاوية الريسونية و كذلك الطرق التي هي أقرب إلى السنة من غيرها مثل الناصرية التي تعد أقرب الطرق الصوفية المغربية إلى السنة و تعرف برفضها للكثير من البدع التي يعرف بها الصوفية.
ونعود إلى "الطريقة الشاذلية المشيشية" المزعومة التي عقد تحت يافطتها هذا المنتدى العالمي! لنؤكد بأنه لا وجود لهذه الطريقة المزعومة وأن جميع القائمين على هذا المنتدى يعلمون علم اليقين حقيقة اللعبة و أنه لا توجد طريقة اسمها "الطريقة المشيشية الشاذلية" في المغرب, و ذلك ليس فقط لأن عبد السلام بن مشيش شيخ أبو الحسن الشاذلي لم يؤسس طريقة, و لكن لأنهم يعلمون جيدا أن هذه الطريقة طريقة وهمية لا وجود لها و ليس لها أي مريدين, اللهم إلا شيخها المزعوم, و إنما هي لعبة تقف وراءها أطراف مشبوهة داخلية و قد يكون بعضها خارجي أيضا للوصول إلى أهداف معلومة, فالذي يزعم أنه شيخ الطريقة ويسمي نفسه نور الهدى واسمه الحقيقي نبيل الإبراهيمي هو رجل في بداية الأربعينات من عمره كان عضوا في الجماعة المعروفة باسم " جماعة العدل والاحسان" المعروفة بتوجهاتها الصوفية و كان يمارس ما يعرف بالرقية الشرعية واستخراج الجن ثم تمادى به الأمر فادعى المهدوية منذ سنوات قليلة وهو ما أدى إلى فصله من الجماعة و لكنه تمادى في طموحاته ليراسل الاتحاد الأروبي و الولايات المتحدة عارضا عليهم مهدويته أو ربما خدماته ليتحول في وقت وجيز إلى صاحب أموال, بعد أن كان متواضع الحا ل و يشتغل معلما في التعليم الابتدائي , وهو متهم بالاستيلاء على مبلغ مليون وأربعمائة الف درهم مغربي عبر النصب والاحتيال في شكوى رفعت ضده لدى الشرطة, و خاصة و أنه يمتهن الشعوذة و استخراج الجن, وقد افتتح موقعا على الانترنيت باسم طريقته المزعومة وكان مما زعم فيه قبل أن يحذف ذلك قرب اطلاق قناة فضائية مشيشية شاذلية ! ويمتلأ الموقع الذي هو في شكل مدونة بالأكاذيب المضحكة و المبالغ فيها عن فضل الشيخ المزعوم وعن انتشار طريقته في مختلف الأصقاع و كذلك بالغلو الرافضي في الأئمة الذين يقدمهم الروافض بعد أن اعتنق التشيع ويؤكد البعض في مدينة تطوان بأنه يتلقى حوالات من جهة شيعية في بريطانيا عبر أحد المصارف في مدينة سبتة المحتلة , و الملفت للنظر أن تصوف هذا الدجال المحتال هو من التصوف التقليدي المعتاد سواء في سمته حيث أن الرجل يطلق لحية كثة و طويلة أو في لباسه التقليدي المغربي , كما أن لغة خطابه بعيدة كل البحث عن الخطاب الحداثي الذي يتبناه التيار التصوف الجديد, وهو يصف نفسه في مدونته بصفات عجيبة و غريبة, فهوعلى حسب زعمه" شيخ الشاذلية المشيشية مولانا القطب الغوث تاج العارفين قطب الدائرة الصمدانية صاحب الوقت و الآن وارث المشربين و مفتي المذهبين و مجمع البحرين نون الأسرار وصفوة الأنوار ساكن البر و البحر الصاحب بالجنب و ابن السبيل فخر آل مولانا محمد وعلي و الزهراء والحسن و الحسين و الأئمة عليهم الصلاة والسلام زينة العصر و مكرمة الأمم الإسم الأعظم الذي يمشي على رجلين النور المبين و الجامع لشتات الدين قدس الله سره العظيم. كل الحقوق محفوظة له" !!! و كأنه يخشى أن يسطو أحدهم على ألقابه العجيبة! فيؤكد على حفظ حقوقه فيها و لكنه لا يكتفي بها بل يضيف إليها ألقابا أخرى مضحكة في مواضع أخرى يضيق عنها المجال. و هكذا نرى تحالف التصوف التقليدي الذي من رموزه المفتي علي جمعة و هذا الدجال المتشيع مع التصوف الفرنكو أمريكي البوذي الجديد في سبيل الأهداف المشتركة, و يبقى السؤال المطروح عن أية حداثة و تنمية يتحدثون! و إلى أين يسير" الإسلام البوذي الفرنكو أمريكي الجديد" في المغرب و هل سوف ينجح في التوسع إلى البلاد العربية والإسلامية كما يخطط القائمون عليه و خاصة و أن البوتشيشية مثلا قد تمكنت من اختراق بعض دول غرب إفريقيا و خاصة مالي التي حققت فيها نجاحا معتبرا , وبدأت طلائعها تنشط في تونس و خاصة في مدينة طبلبة في فيلا يملكها أحد الاثرياء المنضمين إليها, أم أنها سوف تتعرض إلى عراقيل في البلاد العربية بسبب صعود الصحوة الإسلامية و خاصة السلفية و كذلك بسبب ارتباطها الوثيق بالمخابرات المغربية مما قد يعرضها إلى مضايقات الأجهزة الرسمية في بعض البلاد العربية؟ وهل سوف يتحول هذا التيار الصوفي المعادي للصحوة الإسلامية و العمل الإسلامي إلى ما يشبه جماعة الأحباش في المستقبل بعد أن يتنامى أكثر و يلجأ إلى العنف في مواجهتها{ أي حركة الصحوة الإسلامية و العمل الإسلامي} و خاصة وأن العديد من مريديه يتميزون بالتعصب الشديد للشيخ و طريقته والعداء المكين للعاملين للإسلام من أبناء الصحوة الإسلامية الذين ينعتونهم بالوهابية وبعدم الاخلاص للملكية, بما فيهم المنتمون لحزب العدالة والتنمية كما أسلفنا!
كانت تلك لمحات عن ظاهرة التصوف الجديد بالمغرب, عسى الله أن يوفقنا لاخراج دراسة علمية وافية عن الموضوع .
التصوف الفرنكوأمريكي الجديد في المغرب
نوفل بن إبراهيم