يدشن الأربعاء "ما يحكمش" ضد صعود جمال مبارك للرئاسة
ايمن نور
القاهرة: كثف المعارض المصري الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، اتصالاته بالعديد من الشخصيات العامة لحضور المؤتمر التأسيسى للحركة المصرية لمواجهة التوريث "مايحكمش"، والمقرر أن يدشنها غدا الأربعاء بأحد الفنادق الكبرى بوسط القاهرة، وهي حملة ضد صعود جمال مبارك إلى المنصب الرئاسي.
ويرفض نور، منذ خروجه من السجن في فبراير الماضي، الابتعاد عن الأضواء، ويعوض عن منعه من ممارسة حقوقه السياسية بسبب إدانته بجريمة تزوير أوراق تأسيس حزب الغد، وهي جريمة مخلة بالشرف، بحملات هجوم مستمرة ضد النظام المصري.
واستطاع نور الحصول على موافقة جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في الحملة، حيث سمح المرشد العام للجماعة مهدي عاكف لاثنين من نواب الجماعة وهما فريد إسماعيل وحسين إبراهيم بالحضور، فيما ذهب إلى حزب الوفد، غريمه السابق، للحصول على دعمه في الحملة لكنه لم يتلق ردا بعد، خاصة ان الحزب المعارض يرتبط بخيوط مع النظام قد تمنعه من الانضمام الى حملة قد تختطف الأضواء أيضا من الحملة التي يقودها الحزب لتسمية مرشح يحظى بشعبية كبيرة.
وطرحت أسماء مثل رئيس الوكالة الذرية محمد البرادعي او العالم احمد زويل، رغم أنهما أكدا رفضهما خوض غمار العمل السياسي.
كما ذهب المعارض المصري أيضا إلى حركة كفاية والحزب الناصري والكرامة (تحت التأسيس)، إضافة إلى تسليمه دعوة للكاتب محمد حسنين هيكل للمشاركة.
واكد نور أن جميع طوائف الشعب مدعوة للمشاركة في هذه الحملة وان المؤتمر التأسيسي الذي سيدشن الأربعاء لا يتعارض مع أي جهود سياسية آخرى، وإنما يهدف الى حشد الرأي العام لإجهاض الخطى المتسارعة باتجاه التوريث.
وقال نور لجريدة "المصرى اليوم" إنه أجرى اتصالاً تليفونياً بالكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، موضحاً أن الأخير وافق على الانضمام للحركة وحضور المؤتمر التأسيسى.
ولفت إلى موافقة الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على تولى منصب قيادى بالحركة. وأضاف أن الإعلامى الكبير حمدى قنديل وافق أيضاً على الانضمام للحركة، ولكنه - أى قنديل - اعتذر عن عدم حضور المؤتمر لظروف سفره للخارج.
وأشار نور إلى أنه أرسل دعوة إلى الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، والدكتور سمير فياض، نائب رئيس الحزب، وعبدالغفار شكر، القيادى بالحزب، وسيد عبدالعال، أمين عام الحزب، لحضور المؤتمر.
ورداً على سؤال عن المخاوف المثارة من نشوب اختلافات بين المدعوين للانضمام للحركة بسبب اختلافاتهم السياسية والفكرية، قال: "أدعو لأبسط أشكال العمل الجبهوى، وهو الاتفاق على رفض التوريث الذى لن يترك مساحة للاختلاف الأيديولوجى".
أيمن نور وجمال مبارك
جمال مبارك وأيمن نور
كان نور قد شن في وقت سابق هجوما لاذعا ضد جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطنى الحاكم، وأمين لجنة السياسات، وطالبه بتبرير وجوده في الحياة السياسية المصرية إذا لم يكن يسعي إلي خلافة والده، كما طالبه بالنزول إلى الشارع للتحاور مع المجتمع ومع الشباب مباشرة وليس من خلال شبكة الانترنت كما حدث مؤخرا في حواره عبر موقع "الفيس بوك" .
ونقلت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة، عن نور انتقاده استخدام جمال مبارك لموقع "الفيس بوك" الاجتماعي على شبكة الانترنت، وقال: "لماذا يلجأ جمال مبارك للفيس بوك وهو وسيلة إعلامية للغلابة ويترك الإعلام الحكومي الذي أصبح ملكاً له والإعلام شبه المستقل الذي يتعامل معه بنظرية الشقة المفروشة، والذي بدأ في الترويج له".
وتثير مسألة توريث الحكم في مصر جدلا مستمرا خاصة وأن مبارك الموجود في الحكم منذ عام 1981 سيدخل عامه الثاني والثمانين في مايو/ أيار المقبل..
ويعتقد على نطاق واسع باحتمال توريث الحكم للنجل الأصغر للرئيس المصري، جمال مبارك، والذي يشغل منصب الأمين العام المساعد في الحزب الوطني الحاكم، ويترأس لجنة السياسات المسئولة عن وضع سياسات الدولة.
وكانت مؤسسة "بيللو آند مانشا" البحثية الأمريكية قد وضعت جمال مبارك، فى المركز التاسع ضمن قائمة أهم 10 رؤساء متوقع وصولهم للحكم فى أفريقيا بحلول عام 2010.
وذكرت المؤسسة فى تقرير أصدرته مؤخرا، أن التوقعات العلمية والشعبية فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة تشير جميعها إلى تولى جمال مبارك الحكم خلفاً لوالده، على الرغم من نفى كل من الرئيس مبارك ونجله لتلك التوقعات.
وقالت المؤسسة، التى تتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها، إن أمانة السياسات بالحزب الوطنى هى الهيئة السياسية الأكثر تأثيراً فى مصر، معتبرة أن تعيين الرئيس لنجله أميناً عاماً للسياسات عام 2002، يجعله الرجل الثالث فى الحزب الحاكم، واصفة مصر بأنها "دولة الحزب السياسى الأوحد"، منوهة بأن سيطرة الحزب الوطنى على أغلب مقاعد البرلمان، تعطى لمنصب جمال مبارك سلطات واسعة لتشكيل سياسة الدولة.
وذكرت المؤسسة الأمريكية أن العديد من المراقبين اعتبروا أن التعديلات الدستورية التى قام بها الرئيس مبارك تصب فى مصلحة توريث السلطة لنجله بحلول عام 2011، "لكى تبدو عملية التوريث بصورة ديمقراطية وشرعية فى ظل انتخابات يشارك فيها أكثر من مرشح من المعارضة الضعيفة"، مشيرة إلى أن "تعديلات 2005 تمنع ظهور أى منافسة حقيقية".
"أعداء الحكومة المصرية"
من ناحية اخرى، قالت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية إن الحكومة المصرية لها أعداء من كل الأطياف السياسية، بدءاً من الإسلاميين وحتى الليبراليين والديمقراطيين، والاشتراكيين، وغيرهم من أصحاب التوجهات السياسية التى تناضل من أجل أن يكون لها صوت، مشيرة إلى أن الحكومة تبدو متحمسة لإثبات سلطتها قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، من خلال فرض المزيد من القيود الصارمة على معارضيها.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة استغلت ثغرات النظام القضائى لعرقلة جهود المعارضة، واعتبرت أن ملاحقة المعارضين قضائياً واعتقالهم بشكل متكرر يعد أبرز خياراتها لقمعهم، مستشهدة بتصريحات عصام العريان، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، بأن هناك أكثر من 300 من أعضاء الجماعة خلف القضبان حالياً.
وحسبما ذكرت جريدة "المصري اليوم"، وصفت الصحيفة أيمن نور بأنه أحد معارضى الحكومة الذين يرفضون الصمت، رغم جهودها لإخماد أصواتهم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة التى تجرى عام 2011.
وقال مراسل الصحيفة ثيودور ماى، إن نور أكد له تعرضه للتعذيب أثناء حبسه قبل 3 سنوات، وأكد المراسل أنه رأى ندبات سوداء على قدمه، كما نقل عن عصام العريان قوله إن السجن يعد الآن "البيت الثانى" لأعضاء الجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى دور المدونين، وتصاعد التوتر بينهم وبين الحكومة، مشيرة إلى أنها تلاحق المدونين وتعتقلهم بدلاً من إغلاق المواقع التى تشكل خطورة على النظام السياسى، لافتة إلى تزايد أعداد المدونين فى مصر منذ عام 2005 إلى عشرات الآلاف.