الحلم الواحد والقيادة المسئولة هو ما ينقص المصريين

في سجل كل أمة سطور من نور وملاحم خالدة ساهم في صنعها أبطال عديدون، وأروع صفحات مصر كانت ملحمة 6 أكتوبر عام 1973.. النصر الذي حمل معه رايات العزة والكرامة لكل مصري بعد سنوات من اليأس والإحباط تلت هزيمة يونيو عام 1967 .

وفي ذكرى النصر الـ 36 نتأمل وضع الدولة المصرية هل تسير قدما للأمام بعد النصر ، هل لازالت شخصية المصريين قادرة على صنع انتصارات مماثلة لأكتوبر ، أم لفها العجز والإحباط بسبب تردي الأوضاع المحيطة .. أسئلة عديدة توجهت بها شبكة الإعلام العربية "محيط" لمجموعة من الكتّاب وتحمل السطور القادمة إجاباتهم .

يرى الروائي الكبير فؤاد قنديل أن نصر أكتوبر يحمل بداخل من عايشه عديد من اللحظات النادرة والرائعة لأنها أعادت الكرامة ورفعت رأس المواطن المصري، وبينت جيدا من هم المصريين وأنهم لا يقبلون الضيم أو الهزيمة ، وقد تحققت مقولة الرئيس عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" بعد أن خاض جيشنا حرب الاستنزاف ست سنوات ، ثم تحققت على يد الرئيس السادات بانتصار الجيش في حرب أكتوبر.

ويؤكد الروائي في حديثه لـ "محيط" أن ما حدث في أكتوبر ملحمة بطولية تجلت بها العلم والعقل والقوة النفسية قبل القوة العسكرية، وأثرت الحرب في جميع الكتاب ، وقد أصدر قنديل روايته "موسم العنف الجميل" عن الحرب ، وأسماها هكذا لأن الحرب أمر لا يجري يوميا ويتسم بالشراسة ، ورغم ذلك فهو عنف تحبه النفس التي عانت كثيرا من العدوان عليها .

أما عن روح اليأس التي تشيع في المجتمع الآن فيعتبر قنديل أن المصري لا ييأس ولكن النظام الحاكم هو الذي جعلنا نشعر بالتخاذل لأن القائد هو القدوة والذي ينتظر منه أن تكون أفعاله انعكاس لأقواله ، والمصريون حاليا واثقون من أنه لا يمكن للأبد أن تتحكم قلة من رجال الأعمال في مقدرات الشعب ، وألمح الروائي لأننا في السبعينيات كنا نمتلك مشروعا قوميا نلتف حوله والذي تراجع إثر سياسة الانفتاح التي جعلتنا ندخل في بؤرة اقتصادية لا ترحم وأصبح كل منا يبحث عن مصالحه الشخصية؛ فالشباب لا يشعر بالانتماء ولا تعنيه مصر، بعدما شعر أن لا أحد يهتم بأمره، ويرى حوله مئات الأغنياء الذين يسعون لجني ثمار الثروة من الشعب.

يختتم الروائي بقوله : نحن مقصرون في الاحتفال بالنصر على مستوى الأدب والفن ؛ حيث توجد ندرة في الأشعار والأعمال الأدبية التي جسدت هذه البطولة ، وأقترح تنظيم مسابقة ضخمة للأدباء يدور موضوعها حول نصر أكتوبر وألا يقتصر الاحتفال على الأوبريتات الغنائية " التافهة " بل يمتد الأمر لإنتاج أفلام ذات قيمة تخلد هذه البطولات.

حلم رغيف الخبز!

"توقعنا الكثير بعد النصر ولم نجد سوى التردي" هكذا بدأ الشاعر الكبير عبد المنعم عواد يوسف حديثه لـ "محيط" قائلا: كان علينا أن نستغل فوز أكتوبر ونحقق الانجازات في المجالات المختلفة ولكن ما تلا هذا النصر لم يكن بنفس القيمة، لأن اتفاقية كامب ديفيد وسعينا للسلام مع العدو الذي لا يعرف السلام كان سببا في أن نفقد مكاسب النصر.

ويعتبر يوسف أن الاحتفال بذكرى النصر كل عام من شأنه استعادة قيمته وإعادة حساباتنا ، في وقت أصبحنا نفتقد فيه كمصريين ثقافة النصر التي بمقدروها دفعنا للأفضل .

من جهته ينظر د. إبراهيم النجار الباحث في علم الاجتماع السياسي بمركز دراسات الأهرام الاستراتيجي أن الانتصار في حرب أكتوبر كان بمثابة ميلاد جديد للشعب المصري ، ولكننا لم نحافظ عليه لأننا أضعنا كمصريين مشروعنا الوطني وحلمنا ، وهو حلم لازال حيا في إيران مثلا متمثلا في مشروعها النووي ، وحتى في إسرائيل يحلمون بدولة مترامية الاطراف من النيل للفرات . ولم نفقد الحلم فحسب ولكن أيضا وسائل تحقيقه وبالأخص العلمية والتكنولوجية إلى جانب فقدان الوزن في المجتمع الدولي ؛ فدولة صغيرة مثل قطر أصبحت تنافس مصر في دورها القومي العربي.

وقد شاركت مؤخرا في دراسة تتبع مركز المعلومات التابع لرئاسة الوزراء تحت عنوان "بماذا يحلم المصريون؟" وجاءت النتيجة مخيبة للآمال ؛ فالمصريون يحلمون بأساسيات الحياة وبالبنى التحتية التي يجب أن توفرها لهم الدولة، هي مأساة أن يحلم المواطن الآن برغيف الخبز وكوب ماء نظيف ، ولازلنا نعاني حاليا من فقدان الثقة بين الحكام والمحكومين ، تلك الهوة الشاسعة بين المسئول والمواطن في الشارع .

يتابع د. النجار : ما أشبه الليلة بالبارحة فظروف مصر حاليا متشابهة معها في الفترة التي تلت النكسة ، وكثرت مظاهر الإنهزامية والفردية نتيجة للاحتقان السياسي وانكفاء النخبة المثقفة على ذاتها وعدم مشاركتها في التغيير. وطريق الإصلاح الحقيقي في مصر لن يأتي بغير ممارسة ديمقراطية حقيقية وليست مجرد شعارات مستوردة من الخارج.

جيل يحلم بالحرية

الشارع المصرى

ترى د.عزة بدر الصحفية بمجلة "صباح الخير" أن ما حل بنا الآن نابع من أنفسنا وليس من النظام أو الحكومة فحسب ، فعلى الرغم من أن روح أكتوبر تسكننا إلا أننا بعدنا عنها وتناسيناها، فأصبحنا شركاء في التردي الذي وصلنا إليه ، لسنا مثل الشعب الياباني الذي طور الصناعات الصغيرة لينهض بمجتمعه من جديد ، نحن نريد أن ناخذ فقط دون أن نعطي، فهل سأل كل منا نفسه هل يؤدي واجبه تجاه وطنه أم لا؟ .

والمصريون يبلغ تعدادهم 80 مليون نسمة ، وإذا كان لدينا بكل واحد من هذا العدد محاولة للإصلاح لتغير وجه مصر للأفضل ، وتنتقد الصحفية المصرية ما تبثه بعض الصحف من أفكار سوداوية مؤكدة اننا كمصريين نحتاج فقط لمحاربة انفسنا قبل الأنظمة .

أما الكاتبة والناقدة الكبيرة فوزية مهران فتتذكر هزيمة 67 فقد كانت ضربة قاصمة لجيل كامل من المصريين الذي كان يحلم بالحرية ، معتبرة أن المصريين قد وعوا الدرس جيدا وصنعوا النصر بعدها ، وقد رصدت الكاتبة الهزيمة في ثلاثية "جياد البحر"، ثم جاء عملها "حاجز أمواج" للإشارة إلى حرب الاستنزاف وتجسيد البطولة الحقيقية لرجال مصر ، أما قصة "السفينة" فتمثل لحظة العبور ونصر أكتوبر.

وحول ما نفتقده الآن وكان موجودا في أكتوبر 73 تقول مهران لـ "محيط" : نفتقد الحشد العظيم نحو هدف وطني ، مؤكدة أن ما صنع النصر في السابق هو إرادة الشباب وتطبيق دروس العلم الحديث فظهرت العبقرية المصرية في نسف خط بارليف، وكان المهندسون المصريون يفكرون في النصر وسبل تحقيقه حتى في جلساتهم الخاصة، كان استعادة الكرامة هو الشعور الذي يملأ نفس كل مصري في ذلك الوقت وترسخ لدى الجميع ثقافة المشاركة لصنع النصر.

مقولة حقيقية
ولكن اعتقد انها مؤقته
وسيأتى يوما تعود فيه روح نصر اكتوبر المجيد
فى الشعب هو نفسه الشعب والوطن هو الوطن
ما ينقصنا فقط هو الا نهون على انفسنا فنهون على الناس
وهو ما يطلق عليه قديما الكرامة

شكرا على المجهود وعلى الموضوع

الجزائر ايضا لاينقصها شيء

الجزائر ايضا لاينقصها شيء

الجزائر ايضا لاينقصها شيء

الجزائر لاينقصها شىء وكل الدول العربية لا ينقصها شىء
اذن ما هى المشكلة ؟؟؟؟

شكرا على مرورك العطر
د/ محمد

» ما ينقص من أجر الصائم
» ورقة عمل لاغتنام اليوم الواحد من رمضان
» خفة دم المصريين