مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد

يشتاق المسلمون للضيف الكريم الذي يشرفهم مرة في العام؛ وتختلف مظاهر الاستقبال لشهر رمضان بين السلف الصالح الذي كان يعرف جيدا فضائل الشهر الكريم، ويحسن الاستعداد له بالدعاء، و تهيئة النفس قبل قدوم رمضان بالإكثار من الطاعات كالتدريب والتعويد على الصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن والتسابق في الخيرات والتقرب إلى الله بسائر الطاعات، والإخلاص في العمل لله، والإمساك الفعلي عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، مع التخلق بالخلق الفاضل، والتحلي بالصبر، وحفظ اللسان، مع المحافظة على أداء العبادات، وتقوية الإرادة للوصول لثمرة الصيام والفوز بجنة الرضوان.

واختلف الأمر في العصور المتأخرة، فقد اعتبر بعض المسلمين رمضان شهرا لتناول الأطعمة وشراء ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات، والتوسع في المباحات، والاهتمام بمظاهر الاستقبال الشكلية، دون الاستفادة بحقيقة الصيام من تغيير النفوس وتربيتها للوصول للتقوى.
وتسابق المتأخرون في شهر رمضان لتعليق الزينات، وتخصيص الرسومات وإنارة الفوانيس، ونشر الفوازير، و والمبالغة في إظهار الفرح بقدوم رمضان بإذاعة المسلسلات الفكاهية، و الأعمال الدرامية، وتحول رمضان من شهر للدعاء والقيام وقراءة القرآن، إلى شهر للسهر و المخالفات، وبدلا من أن يكون شهرا للتوبة والغفران والعتق من النيران، والتنافس في الطاعات، صار شهرا للتنافس في الفوازير والعروض المنوعة والإغراءات.

وسوف نتناول في هذا التحقيق بعض هذه المظاهر، ولنبين للجميع أن هناك مسلمين لا يزالون متمسكين بما تمسك به الأولون، ويبحثون عن طريق الاستقامة، ويتقربون إلى الله تعالى بالطاعات، ويتنافسون في الخيرات، ولا يشغلهم كثرة المخالفين، فكثير من الناس يعد الموائد للصائمين، ويوزع وجبات الإفطار الجاهزة على المحتاجين، و كثير من المسلمين يتسابقون في تقديم الصدقات، فيقدم بعضهم المواد الغذائية المنوعة للفقراء، ويدخل بذلك السعادة على قلوب الكثيرين في هذا الشهر الفضيل، نسأل الله تعالى لنا ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق.

مظاهر استقبال شهر رمضان في مصر

مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد 1_2_1%5B1%5D

مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد 1_2_1%5B1%5D

تختلف مظاهر استقبال شهر رمضان من بيت لبيت، ومن شخص لشخص آخر، كما يختلف من دولة لأخرى؛ فبينما تحتفل بعض البيوت بشراء مستلزمات الشهر قبله بشهر كامل تحتفل بيوتات آخري بتعليق الزينة، وشراء بعض المأكولات خاصة ياميش رمضان (تمر وزبيب، وتين مجفف، ومشمش مجفف ، ومشروبات وغيرها).
وبيوتات تجعل من الزينة وفانوس رمضان عنوانا لاستقبال الضيف الكريم.
وبيوتات أخرى ترفع شعار العبادة والطاعة عنوانا للاستقبال؛ بين مظاهر الاستقبال والحكايات الطريفة التي تميز أسرة عن أخرى وبيت عن آخر كان هذا التحقيق.

من مظاهر استقبال رمضان في مصر تعليق الزينة

في البداية تقول سوسن عزمي: شهر رمضان له مذاق مختلف عن بقية الشهور، فلا يمكن أن أتخيله بدون عباده وروحانيات، فنحن نستعد لاستقبال شهر رمضان من شهر شعبان حيث يكثر الصيام وزيادة الأمور الروحانية التي تميز شهر رمضان مثل كفالة اليتيم وإعانة الفقراء.
تضيف: من مظاهر استقبال رمضان في مصر تعليق الزينة وبخاصة فانوس رمضان ويضيف الأطفال شكلا كبيرا من أشكال البهجة، كما نقوم بتعليق الزينة في البيوت إعلانا للفرحة بقدوم شهر رمضان، مشيرة أنها تقوم بتعليق هذه الزينة فوق سفرة الطعام التي تشهد تناول وجبة الإفطار كل يوم من أيام الشهر.
وتذكر أن الأطفال الصغار يقومون بإعداد زينة يدوية يعلقونها على الحوائط في الشارع ويتوسطها فانوس كبير يكتب عليه بعض عبارات الترحيب بالشهر الكريم مثل "رمضان جانا وفرحنا له".
وتذكر أن أغلب جاراتها يتسابقن في إعداد الزينة أمام الشقق، وأنها تسبق بتعليق الزينة أمام شقتها من جارتها فمن تقوم بتعليق الزينة قبل جارتها يعني ذلك أنها تستعد للشهر الكريم وأن فرحتها أكثر من غيرها.
وتنهي سوسن كلامها بالقول: "إن الأسرة جميعا تشارك في شراء بعض الأطعمة واختيارها وتخزينها قبل بداية الشهر؛ كمظهر من مظاهر الاستعداد والفرحة بقدوم الشهر، فضلا عن استعداد بعض البيوت لهذا الشهر بشراء بعض المستلزمات الجماعية كالمصاحف، وبعض الكتب.

مسجد السيدة زينب
مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد U50882-1201374247

مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد U50882-1201374247

استقبال رمضان بمزيد من النظافة
تقول سلوى صلاح: إنها تستقبل شهر رمضان من خلال حركة النظافة التي تبدأها قبل بداية الشهر وتستمر طوال الشهر الكريم نظرا لاستقبال الضيوف.
وتضيف، أنها تتعمد شراء بعض الأطعمة وتخزينها قبل بداية رمضان؛ لتوفير الوقت والمجهود في رمضانن فضلا على غلاء أسعارها في شهر رمضان وحتى تكون هناك فرصة كبيرة للعبادة والتقرب إلى الله.
وتؤكد، أنها تتسابق وباقي أفراد العائلة في تحديد توقيتات العزومات على اعتبارها صورة من صور التكافل والعطاء.
وتختم كلامها أن شراء الياميش قبل بداية الشهر من أهم المظاهر المحببة لاستقبال الشهر الكريم فضلا على شراء فوانيس رمضان للأطفال الصغار.

تهيئة المساجد:
يقول سامي عوض الله، أحب قضاء أيام وليالي رمضان في المسجد إما في اعتكاف العشر الأواخر أو العشرين يوما الآخرين أو تنظيف المسجد وإعداده لصلاة القيام وخدمة المصليين وإقامة بعض الموائد لرواد المسجد والفقراء.
ويضيف، أنه يقوم بتوزيع بعض المطويات الصغيرة عن رمضان في نهاره، كما يقوم بتوزيع بعض المصاحف على من يطلبها للقراءة ويدعو الناس للصلاة.
ولفت، إلى أنه يستغل هذا الشهر في ممارسة الطاعات والعبادات المنسية طول العام مثل: قيام الليل، والتهجد، وعبادة المكث في المسجد، والتسامح وصلة الأرحام وغيرها.

طلبات النساء المرهقة في رمضان
يحكي محمد اليمني، بعض المفارقات في استقبال شهر رمضان بقوله: كل عام أتشاجر أنا وزوجتي كمظهر من مظاهر استقبال رمضان؛ نظرا لطلبات زوجتي الكثيرة والتي غالبا ما تفوق إمكاناتنا المادية بكثير، ومن هذه المظاهر مثلا تعلقها بشراء فانوس رمضان؛ لتعليقه أمام باب الشقة شرط أن يكون أكبر حجما من فانوس الجيران.

ومن المواقف الطريفة
يقول اليمني: فوجئت بزوجتي العام الماضي تطلب تغير سفرة(طاولة) الطعام وعندما سألتها عن السبب قالت: إنها تنوي دعوة كل الأقارب للإفطار في يوم واحد؛ ولذلك فهي تحب شراء سفرة طعام أكبر وأجمل من التي عندها.
وحول مظاهر الاستقبال يحكي أيضا، أنه يقوم وأصحابه بالاستعداد للشهر من خلال تنظيم دورة رياضية رمضانية لكرة القدم تستمر عشرة أيام.

مظاهر استقبال رمضان كما ينبغي أن تكون
يقول الشيخ يوسف البدري عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن البذخ من المظاهر المرفوضة والمحرمة في استقبال شهر رمضان، فإذا كان البذخ محرما على إطلاقه، فإن محرم في الشهر الكريم لأن الهدف والغاية من الصوم هو تحقيق التقوى التي لن تتأتى مع البذخ في الإنفاق.

وأضاف، هناك أعمال كثيرة لابد أن يستعد المرء من خلالها لاستقبال الشهر الفضيل منها فعل الخيرات ومشاركة الجمعيات الخيرية في تقديم يد المساعد للمحتاجين فضلا عن تخصيص جزء من المال والوقت لهؤلاء الذين يتعففون عن طلب الحجات.
ولفت، إلى أهمية استقبال رمضان من خلال التهيئة النفسية والمعنية والمادية بفعل بعض الطاعات ومحاولة المداومة عليها؛ حتى يمكن للمرء أن يستمر عليها في رمضان ومن ذلك المداومة على قيام الليل وصلاة التهجد وتخصيص ورد من القرآن.
وأكد، على أهمية أن يكتسب المرء بعض الصفات الإيجابية من الشهر الكريم مثل: تعلم التسامح وصلة الرحم، وتقوية الإرادة حتى يكون رمضانا معينا وزادا للمرء بقية حياته، وحتى يأتي رمضان الذي يليه.

وعن بعض مظاهر استقبال رمضان قال عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن أي مظهر من مظاهر الاستقبال للشهر الكريم مقبول طالما لا يلهي عن ذكر أو عبادة أو يوقع صاحبة في معصية أو ذنب، مشيرا إلى أهمية الاستعداد للشهر بالطاعات والعبادات وصون اللسان عن الذم.
وذكر أنه لا مانع أن يستقبل بعض الناس شهر رمضان بشراء بعض الأطعمة، أو الاستعداد له بشراء فانوس رمضان وخلافه، بشرط عدم البذخ كما ذكرنا أو الانخراط في هذه المظاهر وعدم الانتباه للمظهر الأهم والأكبر وهو الأخذ من معين هذا الشهر ومن روحانياته الغناء.

استعدادات الفلسطينيين لاستقبال شهر رمضان المبارك.

بين إعداد البرامج والخطط الإيمانية والنفسية، وبين الاتجاه إلى صيام النوافل وعقد العزم على التسامح والتصافي مع الناس، تتراوح استعدادات الفلسطينيين لاستقبال شهر رمضان المبارك.

الاستعداد من شهر شعبان في غزة
تشير أم أشرف الهندي في الثلاثين من عمرها، وتقطن مخيم الشاطئ بمدينة غزة إلى أن استعدادها لاستقبال شهر رمضان المبارك يبدأ مع حلول شهر شعبان، فتجدها تهتم بقراءة المقالات والموضوعات الدينية التي تهيئها لاستقبال شهر العبادة والمغفرة.
تقول السيدة:"أكثر من الدعاء بأن يبلغنا الله شهر رمضان، وأتابع البرامج التلفزيونية التي تذكرني بما يجب فعله في شعبان ورمضان".
الزينة غير مهمة
وتضيف أن تزيين المنزل بفانوس رمضان، وشراء بعض حاجيات الشهر من ملامح استعدادها للشهر الكريم لكنه لا يكون أكبر همها، مؤكدة أن الاستعداد النفسي والإيماني أهم لديها، فتتبع كل الوسائل المتاحة التي تقربها إلى الله سبحانه وتعالى، وتجعلها تفوز بالمغفرة.
وتشير أن مما تحرص عليه في شهر رمضان: إقامة ولائم إفطار جماعية للصائمين بدءًا بالأقربين من الأرحام، كالأخوات، والعمات والخالات، كما تحب أن يشاركها وعائلتها الإفطار كبار العائلة والأصدقاء والمعارف؛ ليحظوا بأجواء المحبة والرحمة والمودة وينالوا أجر إفطار الصائم من الله الكريم، من ناحية أخرى تمنت السيدة أم أشرف أن يهتم أولي الأمر في المساجد بتوزيع نشرات وكتيبات وأشرطة ترشد المواطنين إلى حسن الاستعداد النفسي والإيماني لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة. لافتة أن تلك الجهود موجودة في نطاق محدود وضيق تتمنى أن تعم وتنتشر.

للوصول إلى التقوى
وترى أم أشرف أن شهر رمضان المبارك فرصة للوصول إلى التقوى، بمداومة قيام الليل والتسبيح وغسل القلوب من الأحقاد.

وأشارت أن السبيل إلى التقوى يكون بالابتعاد عن وسائل التكنولوجيا الحديثة من إنترنت وتلفاز واستخدامها فقط فيما يرضي الله، بالإضافة والتوجه إلى الطاعات والإكثار من الدعاء، مؤكدة أنها دائمة الدعاء والرجاء من الله أن يجعلها من الكاظمين الغيظ، و العافين عن الناس، لافتة إلى أنها تمتثل سنة الحبيب المصطفىصلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في تعاملاتها.
وأوضحت أنها بالإيمان بالله والأعمال الصالحة بإمكانها أن تستعد بل وتجني ثمار الصيام وصولاً إلى التقوى، وأشارت إلى أن لديها الكثير من الأهداف ترغب بتحقيقها لكنها تجملها فقط بدعاء واحد :"اللهم آتيني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
لافتة إلى أن الدعاء يحمل الكثير من الحاجات تسأل الله أن يمنحها خيرها في الدنيا والآخرة.

استعداد شامل لرمضان
أما مرام محيي الدين في بداية العقد الثالث من العمر من النصيرات وسط قطاع غزة، فاستقبالها لشهر رمضان المبارك يمتاز بالشمولية، فهي تستعد لاستقبال الشهر معنوياً ومادياً وإيمانياً، وبشيء من التفصيل توضح أن أجواء شهر رمضان لا تغيب عنها على مدار العام فالفتاة اعتادت صيام التطوع (اثنين وخميس بالإضافة إلى الأيام البيض وغيرها من النوافل التي التزم بصيامها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم) على مدار العام لذلك لا تحتاج لتدريب نفسها على الصوم بحسب تعبيرها، لكنها إذا ما اقترب هلاله بدأت باقتناء النشرات والكتيبات والأشرطة الدعوية التي تدعو إلى استثمار رمضان للتقرب إلى الله والفوز بعظيم الجزاء.
كما تقوم أيضاً بإرشاد صديقاتها لاستغلال الشهر بإرسال النشرات الدعوية لهن عبر الإيميل، وتجتهد أكثر في تلاوة القرآن وختم أجزائه قبل بدء الشهر، ناهيك عن التسامح الذي تبديه لكل من أغضبها وآلم قلبها.
لافتة إلى أن التسامح يريح القلب من الأحقاد وينقي النفس ويطهرها، وتشير أن ذلك جميعه في شهر رمضان يوصلها إلى التقوى.
وتضيف أن ضمن استعداداتها لاستقبال الشهر الكريم وضعت لنفسها خطة متكاملة حيث لا تغفل عن أن تبدأ بزيارة الأرحام، وختم القرآن لمرات ثلاث، مرة كل عشرة أيام، بالإضافة إلى الذهاب لصلاة التراويح في المسجد، والاستماع للندوات والمحاضرات الدينية والفقهية.
وتشير أنها وضعت في مخططها الارتقاء بالمستوى الإيماني لصغارها، بمشاركتهم في تلاوة القرآن، وتعليمهم آداب الصيام، وتعويدهم على الالتزام بنهج الإسلام؛ ليشبوا نافعين لدينهم، ولا يخلو استعداد مرام لاستقبال شهر رمضان من شراء حاجيات الشهر قبل إعلان هلاله بأيام قليلة. مشيرة إلى أنها معتادة على شراء حاجيات رمضان من الأجبان الخاصة بمائدة السحور وأنواع الشوربات المختلفة كالفريكة التي تحبها كثيراً ولسان العصفور وكذلك شوربة الكويكر التي تستلذ بطعمها في الشهر المبارك، ناهيك عن المكسرات الخاصة بالحلويات وأنواع الفواكه المجففة كالمشمش والتين والزبيب.
وتشير أيضاً أنها تبقى في حالة ترقب يوم رؤية الهلال موضحة أن سعادتها الأكبر تكون بإعلان هلال رمضان في الدول العربية جميعها،عندها تشعر أن الأمة العربية واحدة على حد تعبيرها مبدية تأييدها لإنشاء تقويم فلكي موحد.

رغم التقصير حرص على الطاعات
أما أبو أحمد الجبور 31 عاماً من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فيؤكد أن استقباله لشهر رمضان المبارك لا يختلف كثيراً عن السواد الأعظم من المواطنين، مقراً بأنه مقصر في تهيئة نفسه واستعداده للشهر الكريم، سواء بصيام النوافل من قبل رمضان، أو قراءة القرآن إلا أنه يجتهد في الدعاء بأن يبلغه الله الشهر، ويوفقه فيه للأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها سبحانه وتعالى؛ ليكون له الجزاء الأوفى.
لافتاً إلى أنه كان في السابق يشارك بعض الجهات في إعداد بيوت الله لاستقبال رمضان بتنظيفها وتهيئتها لاستقبال المصلين التي تتضاعف أعدادهم في الشهر الكريم، بالإضافة إلى اجتهاده فيه، وحرصه على دعوة أقرانه إلى حسن استقبال شهر رمضان سواء بمشاركة بعض الجهات الدعوية بتوزيع الأشرطة والكتيبات، أو من خلال عمله كإعلامي فيكتب المقالات التي تشجع القراء على حسن الاستعداد لاستقبال شهر المغفرة والرحمة شهر رمضان.
وفيما يتعلق بالاستعداد لاستقبال رمضان بشراء الحاجيات والأطعمة التي تطيب لنفسه وأسرته أشار أبو أحمد أنه حريص هذا العام لشراء ما لذ وطاب من حاجيات رمضان، كما ويحرص على قيام موائد إفطار جماعية مع الأصدقاء تارة، والأشقاء تارة أخرى، بالإضافة لتفطير الصائمين المعوزين في حيّه؛ باغياً من ذلك الأجر والثواب من الله العليّ الكريم.

استقبال رمضان في جدة

بقت طريقة استقبال رمضان منذ سنوات مضت كما هي، وإن اختلفت بعض التفاصيل.
و مهما اختلفت طريقة استقبال شهر رمضان يبقى استقبال رمضان بروحانياته و بأجوائه الإيمانية حدث مهم ينشغل به الكبير والصغير الرجال والنساء على حد سواء.

مع الهمة لاستقبال رمضان بالعبادة قالت الشاعرة سميرة مداح: "ما تزال تقاليد رمضان المعتادة كما هي، فالأسواق عامرة بالطيبات لعمارة سفرة رمضان، والنساء لا يكللن من شراء كل صنف ولون حتى قلت فيهن على لسان الأب:
كل هادي مقاضي الله يعين اللي جيبوا فاضي".
وعلى الرغم من أن الشراء إدمانا لدى النساء؛ إلا أن مشتريات رمضان لها وقع آخر، سواء كانت مشتريات للمطبخ الرمضاني أو ملابس العيد أو تجهيز المنزل لهذه المناسبة، لكن ليست كل هذه المشتريات تبذيرا، فالكثير يستعد لإفطار الصائمين بالمساجد، لذا فإني اشتري جميع احتياجاتنا في رمضان و ملابس العيد من شهر شعبان، حتى لا ننشغل في رمضان بالأسواق والمشتريات فليالي رمضان أغلى من أن نضيعها فيما لا ينفع.

كريمة الشريف معلمة دين قالت: "شهر رمضان ليس ككل الشهور، أنه الشهر الذي تتضاعف فيه الأعمال والاستعداد له أولى فيما تبقى من أيام قليلة قبل حلول هذا الشهر العظيم، وأنا استعد له بالصيام، فقد كان أحب الصوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم صوم شعبان، فإذا دخل رمضان فلا نشعر بالتعب والإرهاق لأننا تعودنا الصيام من شعبان".
وأضافت: وأستعد أنا وأسرتي بوضع قائمة بالأعمال الرمضانية، من صلاة تراويح وتهجد، وقراءة قرآن، وصدقة وغيرها، والحرص على قراءة أحكام وفقه الصيام كاملة، و كم هو ممتع عندما أجلس مع أفراد أسرتي نستمع إلى أشرطة محاضرات حول فضل رمضان فتزيد همتنا.
وقبل رمضان نتصل على كل أقاربنا حتى الذين كان بيننا وبينهم خلاف لتهنئهم بشهر رمضان، حتى يحل شهر رمضان وقلوبنا صافية من الضغائن.

علي الزهراني قال: "كما استعد أنا وأسرتي لرمضان أتذكر أخواننا في البلاد الأخرى واحتياجاتهم لبعض الأشياء البسيطة، ولكنها مهمة مثلا يوجد مركز للعناية بالمصاحف المستعملة حيث يمكن إعطاء مراكز الجاليات أو مؤسسة مكة المكرمة الخيرية المصاحف الممزقة و المطويات القديمة ويقومون بتجديدها وترميمها وإهدائها لمن هم في أمس الحاجة إليها في البلدان الإسلامية الفقيرة".
ـــــــــــــــــــــــ

يمكن لأي مسلم يعيش في المغرب أن يلحظ مدى احتفاء الشعب المغربي بقدوم شهر رمضان المبارك ، ويظهر هذا جليّا في الأيّام الأخيرة من شهر شعبان ، حين يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ومن تلك المظاهر تحضير بعض أنواع الحلوى الأكثر استهلاكًا، والأشد طلبًا على موائد الإفطار .

وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : ( عواشر مبروكة ) والعبارة تقال بالعامية المغربية، وتعني ( أيام مباركة ) مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

ثم إنك ترى الناس يتبادلون الأدعية والمباركات والتهاني فيما بينهم سرورًا بحلول الضيف الكريم الذي يغير حياة كثير من الناس تغييرًا كليًا .

وكما هو المعهود فإن رمضان يعدّ فرصة عظيمة للتقارب والصلة بين الأرحام بعد الفراق والانقطاع ، فلا عجب أن ترى المحبة ومباهج الفرح والسرور تعلو وجوه الناس ، وتغير من تقاسيمها وتعابيرها بعد أن أثقلتها هموم الحياة .

ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين ، مما يشعرك بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه .

هذا ، وتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هناك على ما يسمى ب* ( الدروس الحسنية الرمضانية ) وهي عبارة عن سلسلة من الدروس اليومية تقام خلال أيام الشهر الكريم بحضور كوكبة من العلماء والدعاة ، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد ، لما يلمسونه من أهمية هذه الدروس ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم ، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة .

ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ، يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز " الشاي المغربي " كأهم عنصر من العناصر التقليدية المتوارثة ، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها في هذا الشعب الكريم ، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال .

وفي بعض المدن المغربية تقام الحفلات والسهرات العمومية في الشوارع والحارات ، ويستمر هذا السهر طويلا حتى وقت السحر .

وهنا نقول : إن شخصية ( الطبّال ) أو ( المسحراتي ) - كما يسميه أهل المشرق - لا تزال ذات حضور وقبول ، فعلى الرغم من وسائل الإيقاظ التي جاد بها العصر فإن ذلك لم ينل من مكانة تلك الشخصية ، ولم يستطيع أن يبعدها عن بؤرة الحدث الرمضاني ؛ حيث لا زالت حاضرة في كل حيّ وكل زقاق ، يطوف بين البيوت قارعا طبلته وقت السحر ، مما يضفي على هذا الوقت طعماً مميّزا ومحبّبا لدى النفوس هناك .

وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد بقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية ، بينما يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه في أحاديث شيّقة لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس ، عندها يذهب الجميع للخلود إلى النوم بعد طول السهر والتعب .

الفترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر تشهد فتورًا ملحوظًا وملموسًا ، حيث تخلو الشوارع من المارة والباعة على السواء ؛ لكن سرعان ما تدب الحياة في تلك الشوارع، وينشط الناس بعد دخول وقت العصر – خصوصا في الأسواق – لشراء المستلزمات الخاصة بالإفطار من الحلويات والفواكه وغيرها من المواد التموينية المهمة ، مما يسبب زحاما شديدا في المحلات التجارية وعند الباعة المتجولين .

يفضّل أكثر الناس الإفطار في البيوت ، إلا أن هذا لا يمنع من إقامة موائد الإفطار الجماعية في المساجد من قبل الأفراد والمؤسسات الخيرية لاسيما في المناطق النائية والقرى والبوادي .

وفيما يتعلّق بالإفطار المغاربي فإن ( الحريرة ) يأتي في مقدّمها ، بل إنها صارت علامة على رمضان ، ولذلك فإنهم يعدونها الأكلة الرئيسة على مائدة الإفطار ، وهي عبارة عن مزيج لعدد من الخضار والتوابل تُقدّم في آنية تقليدية تسمّى " الزلايف ؛ ويُضاف إلى ذلك ( الزلابية ) والتمر والحليب والبيض ، مع تناول الدجاج مع الزبيب .

وللحلوى الرمضانية حضورٌ مهم في المائدة المغربية ، فهناك ( الشباكية ) و( البغرير ) و( السفوف ) ، والكيكس والملوزة والكعب ، والكيك بالفلو وحلوى التمر ، وبطيعة الحال فإن تواجد هذه الحلوى يختلف من أسرة إلى أخرى بحسب مستواها المعيشي .

وبالرغم مما يتمتع به هذا الشهر الكريم من مكانة رفيعة، ومنزلة عظيمة في نفوس المغاربة عمومًا، إلا أن البعض منهم يرى أن مظاهر الحياة الجديدة ومباهجها ومفاتنها، كالتلفاز والفضائيات وغير ذلك من الوسائل المستجدة، قد أخذت تلقي بظلالها على بركات هذا الشهر الكريم، وتفقده الكثير من روحانيته وتجلياته. ويعبر البعض - وخاصة الكبار منهم - عن هذا التحول بالقول: إن رمضان لم يعد يشكل بالنسبة لي ما كان يشكله من قبل !!.

ومع قرب انقضاء أيام هذا الشهر تختلط مشاعر الحزن بالفرح ، الحزن بفراق هذه الأيام المباركة بما فيها من البركات ودلائل الخيرات ، والفرح بقدوم أيام العيد السعيد ، وبين هذه المشاعر المختلطة يظل لهذا الشهر أثره في النفوس والقلوب وقتاً طويلا .

مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد Amiraa3a97c1f952

شكرا لك اخى رجل من زمن اخر على هذه الاضافة الممتعة

في امريكا
تزداد مظاهر الركض والهنجلة
لان حتى عطلة مثل الاوادم ماكو وبدل ان يهنجل المسلم وبيده قارورة ماء ففي رمضان يجب ان يهنجل بدون ماء
وتزداد ايضا المفطرات نظرا لحرارة الجو
فالسيقان وما الى ذلك من الاشيائات الخارجة من هدومها من شدة الحر تفطر حتى السستاني
وفي العيد يرتدي المسلمون ملابسهم الجديدة بالعمل
لانه لو تشلعت عيون المؤمنين لن يعطوهم اوف مظاهر استقبال رمضان في بعض البلاد A033

................

رمضان كريم على امة محمد بكل مكان
اعاده الله علينا وعليكم بالخير والعافية والامان
شكرا قمور للموضوع الجميل

الشكر لك الاخ الكريم/ مروان على مرورك هنا
اتمنى دوام الزيارة

» ملف كامل عن شهر رمضان -كيفية استقبال الشهر الكريم
» دائرة الأشباه .. مظاهر مزيفة وحياة بلا ملامح
» رمضان والجنـــــــــــة