شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب
أثار قرار الرئيس المصرى بتعيين الدكتور أحمد الطيب في منصب شيخ الأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي ردود أفعال متباينة فيما يتعلق بانتمائه للصوفية وهل هي تحسب له أم عليه ؟ وعلاقاته "الغير جيدة" بجماعة "الإخوان المسلمين" وهل ستؤثر عليهم مستقبلا؟ وكيفية التعامل معهم ؟ و أهم الجوانب التي يجب أن يأخذها في الحسبان من أجل التطوير وإحداث تغيير يحسب له؟
في البداية، يقول الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشورى العام لجماعة "الإخوان المسلمين" أن هناك العديد من النقاط التي تحسب علي شيخ الأزهر الجديد يأتي أبرزها كونه جاء من قلب السياسة باعتباره عضو المكتب السياسي لـ "الحزب الوطني الحاكم"، مضيفا "علينا أن تناسى هذه النقطة مفترضين حسن النوايا ولكن عليه أن يأخذ في حسبانه العدد من النقاط التي يعيد بها هيبة الأزهر كمؤسسة دينية خاصة بالعالم الإسلامي ككل، وعليه أن يضع ضمن أولوياته العديد من النقاط التي تعيد للمؤسسة الدينية هيبتها وأهمها:
ـ أن يقر مبدأ الانتخاب داخل الأزهر وعودة لجنة كبار العلماء التي يتم اختيار شيخ الأزهر من خلالها بالانتخاب حتى يكون شيخ الأزهر لا يخشى في الله لومة لائم ويقول كلمة الحق في وجه أي سلطان جائر .
ـ العمل على تطوير التعليم الأزهري الذي ظهر فيه الكثير من الهوان والتخاذل الذي جعل الكثير من الطلاب يهربون منه إلى التعليم العام .
ـ السعي إلى استرداد هيبة علماء الأزهر من خلال استرداد الأزهر لأوقافه المسلوبة منه من أراضي يقام عليها المشروعات وأمور تخالف الشرع ، الأمر الذي يترتب عليه ضياع مصدر تمويل العلماء وجعلهم يعتمدون على الحكومة مما يؤثر على قرارتهم وأرائهم .
اتفق معه في الرأي عبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة، قائلا إن شهادة الدكتور أحمد الطيب ضد طلاب الأزهر في واقعة "المليشيات " المشهورة، موقف لن ينساه طلاب و قيادات الجماعة، عندما أكد أمام النيابة أن الطلاب قاموا بالتمثيل العسكري والتخريب داخل الجامعة، والقيام بتدريبات عسكرية، مضيفا أن شهادة الطيب انتهت بتبرئة الطلاب ومحاكمة عسكرية لقيادات الجماعة، لكنه استدرك بأنه من الواجب نسيان جميع المواقف في هذا التوقيت وأن ينظر الجميع إلى ماذا سيقدم الشيخ الجديد في موقعه.
وأوضح عبد المقصود أن الأسئلة كثيرة أمام شيخ الأزهر الجديد، في وقت يقف فيه الأزهر في مفترق طرق بعد الانتقادات والحملة التي واجهت الشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي، متسائلا: هل سينهض الأزهر أم سيكون الطيب امتدادا للسياسة السابقة؟
وعلى الجانب الأخر رحب الدكتور عصام محي الدين مدير موقع "الإسلام وطن" لمشيخة الطريقة الصوفية "العزمية" بالدكتور احمد الطيب شيخا للأزهر لأنه رجل علاّمة وواسع العلم، متمنيا منه أن يكون شيخا لكل المسلمين في العالم وليس المصريين فقط وسببا في وحدة المسلمين ، واصفا له بأنه "بابا المسلمين" جميعا في العالم كما هو الحال لـ "بابا الفاتيكان".
ويضيف محي الدين أن الذين يرون أن التصوف "نقطة تحسب ضده" راجع إلى جهلهم بهذا المجتمع، فالكثير من المثقفين يرون المتصوف بأنه منغلق عن العالم ورمز للرجعية وضيق الأفق، ولكن الأمر ليس كذلك فالإنسان الصوفي متفتح ولديه قدرة على استيعاب جميع العلوم.
واتفق معه في الرأي الشيخ محمد الشهاوي - رئيس اللجنة الخماسية المكلفة بالمشيخة العامة للطرق الصوفية في الترحيب بـ "الطيب" شيخًا للأزهر،مؤكدا انه ملقى على عاتقه العديد من المهام التي يجب أن يسعى إلى بلوغها والتي يأتي في مقدمتها تطوير الخطاب الديني ونشر الفكر الوسطي والارتقاء بدور الأزهر كمؤسسة عالمية تسعى لتوحيد صفوف المسلمين في العالم ، وعليه أن يعمل بشكل كبير على التقريب بين السنة والشيعة.
ورد الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي المعروف على من ينكرون الانتماء الصوفي للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الجديد بسؤالهم عن ماذا فعل الذين لم يتمتعوا بالصوفية للإسلام؟ مجيبا أنهم لم يضيفوا غير الفساد وجروا الكثير من الويلات وتسببوا في إبعاد الملايين عن الإسلام ونشوب الفتن، موضحا أن الإسلام يحتاج للصوفية.
وحث الجندي الشيخ الجديد على تطوير التعليم وتفعيل الخطاب الديني وتطوير طرق تدريس المناهج الشرعية، القضاء على فوضى الفتاوى، الرد على المشككين في الدين الإسلامي ومواجهة الغلو والتطرف .
ويتفق معه في الرأي الشيخ فرحات المنجي رئيس مدينة البعوث الإسلامية الأسبق بان الصوفية لا تعتبر عيبا يحسب ضد شيخ الأزهر الجديد بل على العكس فإن المتصوفين هم أشد الناس معرفة بالله، لافتا إلى أن انتشار الإسلام في القدم كان عن طريق التجار المتصوفين الذي يفهمون التصوف الصحيح وليس ما يعرفون بـ " الموالدية" قائلا " حاشى لله أن يكون الدكتور الطيب من هؤلاء".
ويضيف المنجي أن المتصوف لا يخشى في الله لومة لائم لأنه عرف الله حقا، داعيا الله أن يوفقه للخير ويجعل الأزهر منارة علم كما كان.