تُعاني السنغال من أمراض خطيرة، أبرزها الأطماع الاستعمارية والمؤسسات التنصيرية والصهيونية، وفقر المسلمين المادي والثقافي بها. مع ذلك، فالمسلمون هناك يكافحون بأقل الإمكانات لمواجهة تلك الحملات المنظمة لمحو الإسلام فيها، ويكافحون لتصحيح الأوضاع بما يرضي الإسلام، ويؤدي لظهور جيل جديد يعيد الصحوة الإسلامية إلى قوتها وفاعليتها.
الاسم: من اسم وادي السنغال، كما تُطلق كلمة سنغال على البربر الصحراويين.
الموقع: تقع في الشمال الغربي من قارة إفريقيا تحيط بها موريتانيا من الشمال، ومن الجنوب غينيا وغينيا بيساو، ومن الشرق مالي، ومن الغرب المحيط الأطلنطي.
المساحة: نحو 197167 كم2.
العاصمة: داكار.
أهم الموانيء: داكار وكولاك, سان لويس, وردفيك.
اللغات: الفرنسية (اللغة الرسمية).
السكان: يبلغ عددهم 9 ملايين نسمة، نحو 90% منهم مسلمون.
كيف أشرق نور الإسلام على السنغال؟
تحديد تاريخ معين لدخول الإسلام إلى السنغال أمر ليس سهلاً؛ لأن الإسلام انطلق من المغرب العربي والحبشة، وانتشر في ربوع القارة الإفريقية، لكن من المؤكد والثابت تاريخيًّا أن اعتناق غالبية الشعوب الإسلامية الإفريقية للإسلام لم يتم عن طريق الحملات العسكرية؛ إنما جاء عن طريق قوافل التجار والمعاملات الاقتصادية.
وهناك عوامل أُخرى ساعدت على انتشار الإسلام في السنغال، منها: وضوح العقيدة الإسلامية ومناسبتها للفطرة الإنسانية وسهولتها وبساطتها، وكذلك كان للدعاة والشيوخ أثر كبير في انتشار الإسلام بالسنغال، فقد لاحظ أحد الرحالة الأوربيين قدوم شيوخ بيض من أئمة ودعاة الإسلام يعرفون القراءة والكتابة من بلدان بعيدة من أجل إدخال السود إلى عقيدتهم عن طريق الدعوة.
الصحوة الإسلامية اليوم في السنغال:
يرجع ظهور الحركة الإسلامية في السنغال إلى الخمسينيات من هذا القرن، بعدما نادت القوى الإسلامية في العالم بضرورة عودة الهوية الإسلامية، بعد أن بذل الاستعمار كل محاولته لطمس معالم هذه الهوية، فخرج بعض الطلبة السنغاليين إلى دول عربية لتعلم اللغة والشرع، وبعد العودة ظهرت على أيديهم جمعيات إسلامية، منها: الاتحاد الثقافي الإسلامي، الذي تأسس عام 1953م، فهو- بحق- أبو الجمعيات الإسلامية في السنغال.
فقد درس بعض قادة الاتحاد على شيوخ الإصلاحيين في الجزائر، ودرست طائفة أخرى على يد الحركة الدينية في مصر (الإخوان المسلمون)، ولكن لم يكتب للاتحاد الثقافي البقاء والنجاح؛ حيث انفصلت جماعة من قادته وكونت جماعة (عباد الرحمن).
وتتميز هذه الجماعة بأنها من أحسن المنظمات العاملة في الساحة الإسلامية تنظيمًا وانضباطًا وتمسكًا بالإسلام قولاً وفعلاً، فهي تمتلك مدارس إسلامية عربية عدة، وتتصدى للهيئات المعادية للإسلام من ماسونية وتنصيرية، وتصدر الجماعة صحيفة منتظمة تعكس آراءها، ولكن المنظمات الإسلامية في السنغال تحتاج إلى دعم إخوانها المسلمين في كل مكان .
توزيع السكان:
يتوزع المسلمون على طوائف عدة، أهمها: التيجانية، والمريدية, والقادرية، واللايين.. والسكان خليط من شعوب وقبائل شتى زنجية في الدرجة الأولى تتكلم نحو 13 لهجة أو لغة، وعلى رأس هذه القبائل:
أ) قبيلة الولوف (oulof):
هم سكان الساحل، ويشكلون نحو نصف سكان السنغال، ولغتهم هي الغالبة، وكانت في القديم تكتب بالعربية، وبعد الاحتلال أصبحت تكتب بالأحرف اللاتينية، وتشكل المفردات العربية نحو 25% من مفرداتها، وقد انتشر الإسلام بين هذه الجماعة من تاريخ قديم جداً، لكنه لم يعم مختلف فئاتها إلا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.
ب) جماعة السرير (SERERE):
هم أهل الغابات، سكان غرب وجنوب السنغال، ولم ينتشر الإسلام بين أفرادها إلا في عهد قريب نسبيًّا.
جـ) جماعة بول وتكلور (PAUL):
هم رعاة أبقار غير متمركزين، تميل بشرتهم إلى البياض، وتسكن هذه الجماعة أصلاً حول ضفاف نهر السنغال، وبالأخص القسم الغربي منه، وقد أسلمت قبل وصول المرابطين إلى المنطقة، وأدت دورًا مهمًّا في نشر الإسلام بالمنطقة المجاورة لها.
د) جماعة جولا (DIOLA):
توجد في جنوب السنغال، وتعمل في الزراعة، وتبلغ نسبة الإسلام بينها 70% برغم ما تبذله الإرساليات التنصيرية من جهد كبير لنشر النصرانية بينهم.
هـ) جماعة مانديكي وجاخانكي وبامبارا:
لا تتجاوز نسبة هذه الجماعة 7% من عدد السكان، وتسكن جنوب وشرق البلاد، ويعود إسلامها إلى إمبراطورية مالي.
الاقتصاد:
الزراعة الحرفة الأساسية للسنغاليين؛ إذ يعمل نحو 70% من اليد العاملة فيها، فيما يعمل 12% من السكان في الصناعة، ومن أهم زراعات السنغال: الفستق الذي يحتل 21% من مساحة الأراضي الزراعية، ويأتي قصب السكر والأرز والذرة والقطن بعده مباشرةً.
ويأتي صيد الأسماك في المرتبة الثانية، بعد إنتاج الفستق؛ إذ تُعتبر السواحل المواجهة للسنغال وموريتانيا من أكبر المناطق التي تتكاثر فيها الأسماك، بل من المواقع المشهورة بالصيد في العالم, ثم تأتي السياحة في المرتبة الثالثة؛ إذ تعد سواحل وغابات السنغال من أفضل الأماكن المناسبة للصيد، وبخاصة للأوروبيين.