لهيب الحب أضاع عقل علي

[b]

هذه ليست قصة حب كما رواها معالي (فهد أبو العثم) بل هي قصة مجتمع متناقض تحكمه الأعراف والعادات والتقاليد من جهة ومن جهة أخرى تحكمه نزعة التمرد على البيئة والموروث الديني وانتقام الآباء الذكور من الأبناء وردة فعل من التمرد على كل شيء في بيت مختار البلد وهو جدي وفي غمرة كل هذه التناقضات يدخل جدي معركة ليست بسهلة مع ولده(علي) ليسطع نجمه في قرية أو بين أناس لديهم رغبة عارمة وملحة في رؤيته وهو يسقط على الأرض قهراً وعذاباً وألماً , وكما قلتُ لكم القصة ليست قصة غرامية بل هي قصة صراع بين أب وابنه حين يريد الابن من الأب أن يفسر له سبب رفضه في أن يتزوج من ابنة صديقه فيرفض جدي ذلك فيتبين للشاب (علي) أن أباه يدعي الفضيلة ويمارس جملة من التناقضات وأمه وهي جدتي تعرفُ كل هذا وتسكت خشية بطشه أو خشية أن يلقي بها في بيت أهلها لتخسر من بعد ذلك بيتها وأولادها وكانت جدتي على ما يبدو تصارع مع جدي ومع الحياة من أجل أن تحتفظ في بيتها وأولادها ومن جهة أخرى من أجل أن تبقى سمعت البيت طيبة وحلوة المذاق .

وهذا العنوان ليس لي بل سرقته عن الكاتب الأصلي للقصة لكي أُلفِتَ نَظَرَهُ إلى أنني ابن صاحب القصة التي كتب عنها , وحان الآن وقت تغيير العنوان أو وقت تسديد الكرة في مرماها الأصلي , وقد جمعت معلومات بسيطة لأعيد سرد الرواية الكبيرة , وتخيلوا معي أن أكون ابن بطل القصة والرواية وفي نفس الوقت أعاني من نقصٍ عام في المعلومات نظراً لأن أهلي كانوا وما زالوا يخفون كثيراً من الأسرار أو لديهم بعض التحفظات على حياة جدي العامة وكيف كان رجلاً مهذباً وشيخاً ووجهاً من وجوه رجالات البلد الأوائل , وفي نفس الوقت إذا خرج من القرية إلى العاصمة عمان أو مدينة الزرقاء على الفور يخلع عباءته للنساء الجميلات ويغدق عليهن من جيبه ومن تعب العمال والشغيلة الذين كان يتشاطر عليهم في حسابهم وكذلك كيف باع أراضيه مقابل الحصول على لحم رخيص أبيض وأسمر وأشقر , وإذا دخل القرية يبدو وقوراً صامتاً مهذباً محافظاً في البيت على نظام اجتماعي معين لا يقبل بخرقه ولا يقبل لابنه (علي) بأن يتزوج من فتاة له سهرات حمراء مع أقربائها مثل أمها وأبيها وعمها .

ولو كنتُ وقتها موجوداً لاقترحت على الكاتب عنواناً آخر يختلفُ عن هذا العنوان أو لغيرت ولبدلت في كلمة (أضاع عقل علي) , لذلك ليس باستطاعتي الآن كابن بطل هذه القصة التراجيدية أن أعترض على عنوانها الأصلي لأنني لم أكن أصلاً قد ولدت بعد,ولم يكن أبي أصلاً قد تعرف بأمي وكل ما عرفته وأنا صبي يلعبُ مع الأولاد هو أن معالي القاضي فهد أبو العثم قد ألف كتاباً بعنوان(من أروقة القضاء الإسلامي) تحدث فيه عن قصص واقعية حدثت في شمال الأردن ووسطه وجنوبه وشرقه وغربه, ومعظم تلك القصص قد حقق فيها هو بحكم مهنته أيام كان يعملُ كقاضي يحكم بين الناس وقد عرفت ذلك كما قلت مؤخراً بعد وفاة أبي بعام واحد أو عامين حين أرسلتني جدتي رحمها الله إلى السوق لأبتاع لها رزا(أرزا) وسكرأ, وفي وسط الدكانة التي ذهبت إليها نظر لي رجل كبير وقال : هذا الولد دمّه مش غريب عليّ..مين هذا الولد يا أبو محمد؟
-هذا جهاد ابن علي الواعي .
-آه الله يرحم أبوه ,هذا مش ابن علي الواعي ,هذا ابن (علي الصباح).
ومد يده إلى جيبته وأخرج منها علبة دخان(تتن) ولف سيجارة بينما انغمر صاحب الدكانة بالضحك بصوت عالي وقال لي :يا عمي يا جهاد لا اتردش عليه هذا زلمه بمزح.

ولكن الرجل أشعل سيجارته وتطاير الدخان من فمه ومد لي ببصره وقال:
-لا كيف بمزح أبوك يا عمي كان زلمه عاشق وحده شيشانيه وعشانها عمل مشاكل ليها أول وما إلهاش ثاني وجدك بسببه ضيع كل أراضيه , حتى اسأل قرايبك في واحد قاضي كتب عن قصة حياة أبوك, والله أبوك زلمه ما حدى كان مثله آخ على هذيك الأيام لو ترجع.. لحالها بتصير اتسولف .
ولم أسأل جدتي ولا أي أحد إلا عندما تكررت معي الحادثة أكثر من مرة وفي أكثر من موقع ففي كل موقع كنتُ أذهبُ إليه كان الناس يقولون عن أبي (علي الصباح) وكنت استغرب في بداية الأمر هذه التسمية , وكنت أستغرب من كلامهم عن الرزقه والأموال التي كانت عند جدي أو تحت تصرفه فكنت أقول :طيب وين راحت الرزقه ؟حتى زاد الموضوع عن حده فذهبتُ لجدتي وكانت على قيد الحياة فسألتها وهي تمسك بالمهباش لتدق القهوة السادى وقبل أن تقل لي أي كلمة مسحت دموعها بمنديل لونه أصفر كان بجانبها عندها عرفت أن هنالك لغزاً ما في بيتنا فقررت كشف السر فسألت شقيقتي الكبرى:اسمعتي عن (صباح)؟ فقالت :لا, وسألت أمي وهي تمسك (دلواً) من الماء مربوط في حبلٍ يتدلى في قاع البئر الذي يتوسط قاع الدار تريد أن تنشل لنا منه الماء فرفعت الدلو بيدها اليمنى وبيدها اليسرى ضربتني أو دفعتني عنها دفعاً وهي تقول ::شو بدك في هذي السوالف ؟! أما عمتي فتضايقت جداً أكثر من أمي وقالت : الناس ليش بتجيب في طاري الميتين ما يتركوا الميتين في حالهم , أما عمي (محمد) رحمه الله فقال: كل واحد يطل على حاله, يشوفوا حالهم بالأول بعدين يحجو(يحكوا) عن الناس , وفي اليوم التالي روت لي أختي الكبرى بعض تفاصيل القصة لأنها قد سمعت جدتي وعمتي وأمي وهن يتحدثن عنها بعد أن أخرجنني من مضافة جدي ليجلسن وحدهن يستذكرن الماضي الجميل والكئيب ...وبعد سنة تقريباً ذهبت للمكتبات التجارية وبحثت عن الكتاب فوجدته واشتريته على ما أذكر بدينار أردني واحد سنة 1985م وقرأت القصة في الكتاب وبالذات في صفحة رقم 72, تحت عنون (لهيب الحب أضاع عقل علي ) والشخوص التي في القصة كلهم على الأغلب يحملون أسماءهم الحقيقية فجدي يحمل اسم (محمود الواعي) وجدتي تحمل اسم (حمده) وهو اسمها الحقيقي أو على ما أظن (الأم), إلا أبي فلم يكن يحمل اسمه الحقيقي فكاتب القصة لم يقل عنه (علي محمود مرعي) أو (علي الواعي) كما كانوا يلقبون عائلتنا , بل كان يحمل اسم محبوبته صباح أي أن اسمه كان في القصة (علي الصباح) وفي الحقيقة لم يكن هذا الاسم فقط في الرواية أو القصة الحقيقية بل كان أيضاً في الشارع فكان معظم أصحابه وأقربائه كانوا على حسب ما سمعت ينادونه بهذا الاسم وكان أبي لا يبدي غضبه بل على العكس كان يبدو أنه مرتاح ومبسوط من هذا اللقب , وقال لي بعض الناس من أنه كان يعتبر نفسه مثل (مجنون ليلى ) أو (كُثير عزة) فكان يقول معظم المثقفين يلقبون بأسماء معشوقاتهم ..قيس لبنى..كُثير عزة..مجنون ليلى ...
والملاحم الغرامية في عائلتنا ليست جديدة على أهل بلدتنا فليس الرجال وحدهم من يعشق ويموت جوى وبعداً وجفا إننا عائلة مشهورة بالغرام كما أن البرازيل مشهورة بالقهوة وأيضاً مشهورون بالقصص الدرامية أكثر مما تشتهر بلدان الخليج بالنفط العربي فمعظم الناس روت عن نساء قديمات من أقرباء أبي وجدي قد عشن قصصاً غرامية مع عشاق لهن من خارج محافظة اربد وبعضهن أو غالبيتهن تزوجن من عشاقهن وأنجبن وزراء ووجهاء عشائر وآخر واحدة قادها حظها التعيس لتعيش قصة غرامية وهي متزوجة من رجل آخر فهربت مع عشيقها وزارنا أولادها بعد مضي 25 عاماً على هروبها..إلخ.

والجيل الذي جاء بعد جيل جدي كان يستحي من إشاعة مثل تلك القصص الغرامية , لذلك توقفت الروايات وتوقفت الناس عن الغرام والعشق والحب والهيام , وبدءوا يدخلون عصراً جديداً غابت فيه الإثارة والدراما الحقيقية, ولكن أحداث الدراما الواقعية ما زالت في بيت جدي وما زالت قصائدهم محفورة على جوانب المنزل وأسماء معشوقاتهم حين كانت صباح تبلغ من العمر 13سنة وأبي 20سنة أو أقل من ذلك , وكانت صباح ترتدي ألبسة مدنية لأنها أصلاً من سكان العاصمة عمان وصباح انتقل فيها أبوها لتعيش معه في الزرقاء بعد أن كانت تعيش معه في عمان وهي مدينة أخرى مجاورة للعاصمة عمان , وكانت البنت مدللة جداً فكان عمها يعمل سائقاً على سيارة جدي واسمه (أبو حبيب) وكان أحياناً يحضرها معه للتنزه ولقضاء وقت ممتع في السهول القروية على بيادر جدي وجد أبي (أحمد المرعي) وأبي طبعاً كان وقتها ولداً يافعاً يصدر مجلة في بيت أبيه يسميها مجلة الحائط فكان في كل شهر يستبدلها بعددٍ جديد وهذا النوع من المجلات شاهدته أنا في المدرسة حيث كان أستاذ اللغة العربية يعمل لنا مجلة اسمها مجلة الحائط يكتب فيها الطلاب القصائد والقصص والمقالات وأبي لم يكن أقل حضاً من صباح في الدلال, بل كان يفوقها دلالاً وقد عوده جدي على تحقيق كل طلباته فلم يكن يبخل عليه في شيء ولم يكن يرسله للمدارس لأن المدارس كانت بعيدة جدا لذلك صنع له مدرسة في فناء المنزل وخصص له غرفة مجاورة لغرفة الأستاذ الذي سيحضر لتعليمه فكان في كل أسبوع يحضر أحد المدرسين فبعد أن يذهب معلم اللغة الانكليزية يحضر مكانه على الفور معلم التاريخ , وكان عدد الأساتذة على ما أظن وسمعت لا يتجاوز عددهم المُدرسين فكان واحد للغة الإنكليزية وواحد للغة العربية وكانوا يدرسون له كل المواد أو كانوا يقومون بتقسيم مواد الدراسة إلى نوعين , الأول خاص بالفلسفة والتاريخ والأداب العربية والإنكليزية , والثاني خاص بعلوم القرآن وكان المعلمون يستجيبون للدنانير المغرية التي يضعها جدي في جيوبهم , وقد غذى أولئك الأساتذة في أبي روح التعلم الصوفي فيقال أن معلماً صوفياً لا أذكر اسمه كان يؤثر عليه بشكل مباشر وكان لذلك المعلم شطحات في عالم غير العالم الإنسي ألا وهو العالم الجني غير المرئي وأوهم أبي أنه شخص تنطبقُ عليه مواصفات الرجل الذي يستطيع التحكم في علم الجن والشياطين .وكان هنالك معلم آخر يقال أنه أفسد على أبي حياته إذ لقنه فنون الفلسفة وهو الذي علمه ودربه على إنشاء مجلة الحائط والتي أصبح لصباح فيها دوراً كبيراً فلم تعد صباح تكتفي بكتابة القصص القصيرة بل أيضاً أصبحت تخرج مع أبي مجلة الحائط في آخر كل شهر وكان أبي يطلب من جدي أن يحضر صباح حين تتأخر عن الحضور أو حين تغيب لأكثر من شهر وكان جدي أحياناً أو غالباً ما ينزعج من هذا التصرف فكان أبي يميلُ على جدتي فتضغط جدتي على جدي فيحضر له صباح في أول مشوار يذهب فيه إلى الزرقاء ولم يكن أبي حين تتأخر صباح عن المجيء ليقبل بإخراجها إلا عندما تحضر صباح , وبهذا تغير اسم المجلة ولم تعد تحمل اسم مجلة الحائط الشهرية بل أصبحت تحمل اسم (مجلة صباح الشهرية).
والمقالات التي يكتبها أبي على مجلة الحائط كانت في بداية الأمر باسمه أما بعد ظهور صباح في حياته أصبحت مقالات أبي تحمل اسم (علي الصباح) ومقالات أو قصص وخواطر صباح أصبحت تحمل اسم (صباح العلي) وكانت أم صباح وأبوها لا يعترضون على ذهابها مع عمها للتنزه لأنهم كانوا يعتبرونها طفلة صغيرة وعندما تقدمت الأيام والسنين بصباح بعد مضي ثلاث سنين لم تعد صباح طفلة بل صبية صالحة للاستعمال وأصبح من اللازم على العائلة أن تعاملها بأقل مما تعامل الذكور , فمنعتها أمها من مرافقة عمها إلى قريتنا خوفاً عليها وكذلك والدها منعها أيضاً من الذهاب والإتيان من قريتنا , أما بالنسبة لأبي فقد أصبح مدركاً لهذه الأمور وبقي يصدر المجلة باسم (مجلة الصباح) ويكتب اسمه على مقالاته باسم (علي الصباح)وجدتي المسكينة بدأت تشعر بولدها الذي كان أن يخامره العشق والجنون بسبب غيابها وقد قالت لي جدتي بعد أن اشتريت الكتاب وقرأت ما فيه على مسمعها ولم أجد فيه مواصفات صباح إلّا الإشارة :
كان شعر صباح أصفر وعيونها زُرق , وطويله من طول أبوك , يعني كانوا مناسبين لبعض في الطول , وكانت بس تنزل على الدرج أحسها مثل الفراشه بدها اتطير , وكانت فعلاً بس اتشوف أبوك اتطير من الفرح, وأبوك كنت أشعر بس يشوفها إنه حاطط على اطرافه أجنحه مثل أجنحة الطيور , كان أبوك بس يسمع صوتها يفرد ريشه مثل الطاووس وكنت أشوفهم هو وهي مثل الطواويس, والناس والجيران كانوا بس يشوفوها يزعلوا منها ويحكوا على لبسها الفاضح ..الله يستر عليها وين ما وجهت وجهها ما شفنا منها إلا كل خير , بس جدك الله يسامحه راسه وألف سيف ما يطلبهاش لعلي , قال مش عاجبينه أمها وأبوها !!!!.
وللإنصاف أكثر أقول أن جدي كان رجل صاحب مزاج وكيف وكان –على حسب ما سمعت- بس يسمع في وحده حلوه وصاحبة سهرات كان على استعداد أن يبيع دلم(دونم)من أرضه ويروحلها وين ما كانت , وفي ناس قالوا أنه باع 100دونم(دلم) من أرضه لكي يذهب إلى مصر ليشاهد وليستمع لصوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وكارم محمود, يعني إذا في ناس باعوا أراضيهم على شان يشتروا حلاوه أو راحه فبرضه صدقوني مش بس جدي.. أيضاً في ناس كثر باعت أراضيها حتى تذهب لمصر وتستمع لصوت أم كلثوم , ومن المؤكد أن جدي تعرف إلى عم صباح في إحدى لياليه الحمراء الماجنه وهنالك احتمالات كبيرة جدا تقول بأن أمها والعائلة كلها كانت مثل جدي صاحبة ليالي حمراء , وطبعاً جدي بعقليته الذكورية لا يريد لابنه أن تزداد علاقته بصباح أكثر من الحد الطبيعي لها , فحين راجعت جدتي جدي بموضوع صباح قال:
لالا شو هذا الحكي صباح هسع صارت عروس وصار عيب انجيبها علينا كضيفه , زمان أي نعم,أنا معك,كانت تقعد في بيتنا شهر أو أسبوع بحاله , بس كانت بنت صغيره يادوب يجي عمرها 12-11 سنه ,أما هسع لو اتشوفيها ؟!
-شو مالها ؟
-سبحانك الله طول وجمال وصدر عريض, مثل أمها .
-طيب الولد كل يوم بسألني وبراجعني فيها والله يا زلمه حالته صارت اتقطّع القلب .
-شو ماله؟
-يا زلمه ما بدكيش تفرح ويجيك أولاد؟
-شو قصدك يا حمده ؟
-خلينا انجوزه ,صار عمره 23سنه.
-والله على طول شوفيله أي وحده من قرايبنا وعلى راسي من فوق.
-ما بدهوش أي وحده .
-شو هو كاين على راسه ريشه؟
-يا زلمه ريشة شو , الولد بحب البنت والبنت بتحبه.
-مين هذي اللي بتحبه ؟.
وقالها فعلاً وهو يضحك ويقول (فرخ البط عوام) وذكر جدتي في أول لقاء بينهما , فقد نسيت أن أقول بأن جدتي أصلاً هي ابنة خالة جدي , وقد عشقها وتزوجها وكان موسراً ولم يتزوج عليها ولكنها مارس الهوى مع كل بغايا عمان والزرقاء وأحرق كثيراً من المال والجنيهات المصرية في بيوتهن.
-شو قلتي ؟بحب؟
-آه ابنك حبيب .
-طيب ما شي عرفت إنه حبيب بس مين هي ؟
-مش عارف؟
-لا مش عارف مين قولي؟
-صباح.
-صباح!؟.
-آه مالك أتغير لونك.
-لا بس أنا بستغرب الموضوع.
-يا أبو علي ما غريب غير الشيطان ابنك علي بده البنت وهي بدها إياه , وانت عارف من أهلها ما منعوها تيجي علينا عشانها كبرت وصارت عروس وهو ابنك كل شهر بوخذ معه هديه وبروح يضيف أهلها .
-شو بوخذ هديه وبروح يزور أهلها ..والله عال العال !وأنا آخر من يعلم؟!, اسمعي يا أم علي : إذا ابنك بروح عليهم أو بزورهم أو بعتب على باب دارهم بتروحي على اهلك بتروحي على صمد وبتكوني طالق بالثلاثه لا مش بالثلاثه بتكون طالق بالمليون , انت فاهمه , قال بروح عليهم , وين هو راح ابن الكلب , الكلب ابن الكلب ابن العكاريت , بوخذ هدايا وبطلب عرايس ؟؟والله والله والبيت إللي بناه الله لأكحشه من الدار إذا بسمع انه رايح عليهم , والسياره الدج ممنوع يقرب عليها وبتوخذي منه مفاتيحها , بدي أقول ماله أبو (حبيب ) أبو زفت بطل من سنه يسأل عنه ؟عشانه هو بروح عليهم .
-يا زلمه مالك أذكر الله , هو الولد شو ساوى .
-شو ساوى؟
-آه شو ساوى ؟
-إمشي انقلعي , هاظا ابنك هامل , هذول اللي بروح عليهم كله همل.
-همل؟
-آه ما شفتيش صباح ولبسها ؟
-آه بس بكره البنت ابتتعود علينا وابنتعود عليها .
-لالا يفتح الله , هذول الناس لا هُمه من ثوبنا ولا احنا من ثوبهم ونسوانهم ما حدى بقدر يحكمهن هذول (امعنصلات ) قويات .
-إذا ابني هامل معناته انت اللي علمه على الهماله , مش صباح هذي انت الللي إبتعرف عمها وأمها وأبوها؟ .
-شو قصدك ؟ أنا زلمه؟
-يقطع الزلم , يا زلمه خلينا نخلص منه ونجوزه إياها , والله الولد حالته صعبه.
-شوفيله أحسن وحده وأنا الآن بروح وبطلبها وبدفع مهرها لو كان 100دونم (دلم)وفوقيهن عشر بقرات .
-يا زلمه انت كلشي عندك بالبيع والأراضي وبالبقر, بقلك الولد بحب وعاشق.
-ابني عاشق أي نعم , بس هذول الجماعه داخلين على طمع, طمعانين بقروشي, ق4ال حب , هنه هذول المدنيات بعرفن الحب ؟ هذول بعرفنش غير المصاري , روحي اخطبيله من قرايبنا في ناس في حياتهم ما شافو العمله ولا المصاري وعايشين على تربية البقر .
-بدهوش بده صباح.
ويغلق جدي وجدتي الباب ليتحدثوا حتى الصباح عن صباح , ويقرر جدي إذا أصر (علي) على خطبة صباح أن يبيع كل شيء عمداً به وبصباح وبأهلها لكي لا يدع لهم شيئاً, وسيظهر بعد قليل أنه باع كل شيء وأبي أيضاً قد أصر على طلبه لتبدأ أحداث معركة جديدة من الغرام والانتقام.
[/b]
[b] منقول للافادة [/b]

اخى

حروفك تلامس الاحساس

تخترق حواجز صمتنا

تحرك ركود القلم في اناملنا

تستسلم الورقة لمدادنا فنهذي

ويجرنا القلم لنكتب تعليقا

ان الاحساس بالحب هو الإحساس بالوجود

هو مكان لأجمل الاحلام لكي نتوهج .. ونبوح بصدق

عطر يفوح هنا .. وعبير ينتشر شذاه

تحياتى

» لهيب الحب فى كبدى
» الشوكلاته تشعل لهيب الحب
» الفلفل الأحمر يشعل لهيب الحب - اركضوا الى الدكان