بغداد سيدة البلاد(من لم يرها لم ير الدنيا)

بغداد سيدة البلاد(من لم يرها لم ير الدنيا)


قال الخليفة العباسي (ابو جعفر المنصور) الذي بنى بغداد واتخذها عاصمة لها .... انها والله المدينة التي اعلمني بها ابي محمد بن علي ان ابنيها وانزلها ولقد غفلت عنها الملوك في الجاهلية حتى يتم تدبير الله الي فالحمد لله الذي ذخرها لي واغفل عنها كل من تقدمني والله لابنيها ثم اسكنها طوال حياتي ثم لتكونن اعمر مدينة في الارض

وتتوالى الاصوات من الماضي على مر الزمان والعصور مصحوبة بعطر بغداد الذي تالق ليعم ذكرها واسمها المشهور الكون لما تتكامل بها من خيرات وبركات وما جمعت من ذخائر الدنيا ,,مدينة الحب والجمال يتبارى عشاقها في وصفها فها هو المؤرخ ياقوت الحوي الذي يقول في بغداد :
بغداد جنة الارض ومدينة السلام كانت وستبقى دوما وابدا مفخرة العراق والزمن وتاريخا فدى لك يا بغداد كل قبيلة من الارض حتى خطتي ودياري فقد طفت شرق البلاد وغربها وسيرت رحلي بينها ركابيا فلم ار مثل بغداد منزلا ولم ار فيها مثل دجلة واديا مشرقا ومشرفا لما تحمله من قيم وعلم شامخ فهي ام الدنيا وسيدة البلاد ومالكة الفؤاد

وبغداد قبل بنائها كانت تسمى (المباركة) يقول الخطيب البغدادي في مؤلفه(تاريخ بغداد) اما سبب تسميتها مدينة السلام لان دجلة يقال له وادي السلام فقيل لبغداد مدينة السلام التي ليس في الارض مثيل لها بشهادة ابن الفقيه الهمداني وسميت ايضا بالزوراء لانعطافها باتجاه دحجلة وبعضهم سماها بغداد (الصيادة) لانها تصيد القلوب بتاكيد الحميري في كتابه (الروض المعطاء في خير الاقطار ومن لم يرها لم ير الدنيا)

ادخلت بغداد؟

من خيرة واصفي بغداد يقول الدكتور محمد جاسم حمادي / فلسفة التاريخ العربي الاسلامي –كلية الاداب-جامعة بغداد في كتابه(مكانة العراق والعراقيين في كتاب التاريخ والتراث) جلال قدر ومكانة الامام الشافعي (رحمه الله) فقد روى يونس بن عبد الاعلى قائلا( قال محمد بن ادريس الشافعي :يا يونس ادخلت بغداد؟ قلت : لا قال يونس: ما رايت الدنيا ولا رايت الناس ويروى انه قال ما دخلت بلدا الا عدتته سفرا الا بغداد فاني اذ دخلتها عددتها وطنا )

ونستمع الى الجاحظ في ابلغ وصف لبغداد وهو يقولرايت المدن المذكورة بالاتقان والاحكام فلم ار مدينة قط ارفع سمكا ولا اجود استدارة ولا اوسع اوبوابا ولا ابهى عقودا ولا احكم جسورا فكيف لا تكون دار سعادة اذا كان العيش فيها يصفو ...

بين حنايا الزمن وبغداد امسا وحاضرا يتعاظم نفس العشق والهوى لبغداد بعطرها النافذ الذي ياسر القلوب كما تقول السيدة (حياة طباع) من لبنان : فانا لست احتاج ان اطالع كتب التاريخ لاعرف بغداد الغالية لانني استنشقت عبير تاريخها التاليد في شوارعها واحيائها ومعالمها الشاخصة والشاهدة على مكانتها العريقة دوما وابدا في شارع الرشيد واوبو نؤاس وبيت الحكمة وعلى ضفاف دجلة طالما تلمست الكثير من مناقبها التي افردها الله بها دون سائر الدنيا شرقا وغربا واحسست بعمق فضلها على سائر البلدان .انها دار دنيا واخرة ومن شرب من مائها هو عائد اليها لا محال وهذا سر من اسرار عشق بغداد تلك هي بغداد سيدة البلاد


تحيااتي

تاريخ وحضارات نفخر بها

ويجب ان نظل نتذكرها ونحيا بها

من له قديم له حديث

ومن عاش فخورا بماضيه صنع مجدا لحاضره

رائع ما قدمتى

تقبلى مرورى