قنن زين العابدين الصلاة
في المساجد فصمتوا ، حارب الحجاب وصمتوا ، أستبد بالسلطة فقمع الشعب وأذله
وملأ بهم السجون فصمتوا ، نهب الثروات وأفقر شعب فصمتوا ، تحالف مع دول
غربية ضد شعبه فصمتوا.
30 عاماً من قمع نظام
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أذل فيه الشعب ونهب ثرواته فصمتوا ، أصبح
التعذيب وإهانة الإنسان في أقسام الشرطة روتين يومي فصمتوا ، يخرج مواطن
مصري بسيط من قسم للشرطة جثة هامدة بسبب التعذيب صمتوا ، أفقر الشعب فصمتوا
، باع الغاز لإسرائيل بأسعار تفضيلية أقل من سعره في السوق فصمتوا ، أغلق
معبر رفح وشارك إسرائيل في الحصار على غزة فصمتوا.
فهل كل تلك الجرائم
والإنتهاكات جائزة شرعاً ولا شيء فيها؟ .. أم يرى هؤلاء الذين وقفوا
بفتاويهم وخطبهم وتصريحاتهم ضد الشعوب وأنحازوا للطغاة أن ما فعله هؤلاء
الحكام من أوجب الواجبات ويؤجرون عليه؟.
قلنا لا يمنكهم الكلام
لأنهم ممنوعين ومقيدين لذا سوف نفهم ونتفهم ونقول لا يكلف الله نفساً إلا
وسعها ، ولكن على الذي صمت عن هذا الظلم أن يواصل صمته على الأقل ، لا فجأة
يخرج له صوت عالي ينحاز فيه ضد الشعوب وتوقها للحرية والكرامة ، ينحاز
فيها إلى الطغاة والمجرمين ، فهذا غاية الجبن والمتاجرة بالدين لمصلحة
الطغاة الظالمين.
ومع هذا فمواقفهم لم تفعل
سوى شيء واحد أن جعلت كثيرين يستهجنون مواقفهم ، ويقللون الإحترام لهم من
عبارات التهكم والسخرية وأحياناً توجيه الإتهامات.
ليت هؤلاء يعلمون أن أي
ثورة عربية تقوم لا تستشيرهم ولا تنتظر منهم فتوى ، وأن الذي يشعل الثورات
هو تفشي الظلم والقهر والإستبداد ونهب الثروات ولن يوقف ثورة شعب يوماً
فتوى تنحاز للطغاة الظالمين بعدما صمتت دهراً.
لن تفهم مشاعر الضيم والقهر الساكنة في النفوس عقوداً طويلة فتوى تحرم مظاهرة أو ثورة ضد ظلم وجور.