هل وقف الرئيس بشار هذا الموقف في مجلس الشعب واستهزأ بالثوار والمتظاهرين السلميين المسالمين، ومطالبهم بالحرية من فراغ؟ لا يبدو ذلك، وإنما وراءه من يستند إليه..وبناءً على ما تقدم، فقد رفض رئس النظام أن يعتبر من دروس الآخرين في تونس ومصر، وهدد بالفتنة الطائفية، ونسي وتناسى أن الشعب السوري يمقت هذا المنطق، ولم يعرفه إلا على أيدي هذا النظام، وأن جميع الشعب يريد متنفساً واحداً وهو الحرية، وكف أيدي زبانية النظام من الفروع القمعية الوحشية..
هل اتخذ الرئيس بشار هذا الموقف في مجلس الشعب واستهزأ بالثوار والمتظاهرين السلميين المسالمين، ومطالبهم بالحرية من فراغ؟ لا يبدو ذلك، وإنما وراءه من يستند إليه، وإذا تساءلت من الذين يقفون وراءه ويتوكأ عليهم، نقول هم حسب الأهمية على التسلسل التالي:
أولاً – الصهاينة: وهناك ألف دليل على ذلك، ولكن أنقل ما أوردته جريدة الهاآرتس مؤخراً أي بعد قيام الثورة السورية، ففي تقرير بعنوان "الأسد ملك إسرائيل"، أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلى حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات الأسد الأب والابن المعادية لإسرائيل، إلا أن هذه التصريحات لم تكن إلا "شعارات" خالية من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية، مشيرة في تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق بـ"عدائه" لتل أبيب، لم يُسمع الأخيرة ولو "صيحة خافتة واحدة" على الحدود بهضبة الجولان منذ سيطرة إسرائيل.
2- أمريكا الحليفة السرية للنظام السوري، ولا نستشهد إلا بقول حديث جداً لوزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، حيث تعمدت القول إن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً في سورية ولن تطبق أنموذج التعامل مع أحداث ليبيا على التعاطي مع أحداث سورية.
هذا التصريح أسهم في حسم خيارات الرئيس السوري لجهة التصعيد والمكابرة والحسم الأمني، وفهم أن أقوال كلينتون رسالة بأنها إطلاق ليده في تقتيل الشعب السوري، وأنه معفى من المحاسبة، ولذلك اختار تهديد المتظاهرين، والتوعد لكل من هو طرف في «المؤامرة» - وكل الشعب السوري متآمر -، وتعمد الأسد أن يخلو خطابه من كلام عن إلغاء قانون وحالة الطوارئ، وحرية الناس والإعلام، ووعوده بالتعددية الحزبية.
3- بريطانيا في تصريح لنائب رئيس الوزراء البريطاني المماثل لتصريح كلنيتون بعده بيومين.
4- الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة التي هي بديلة عن سرايا الدفاع السيئة السمعة، ويقودها شقيقة ماهر، الذي يأخذ دور عمه المجرم رفعت.
5- علماء الضلال الذين ضلوا عن علم، ويداهنوا النظام فيكذبون على الله وعلى الناس وهم يعلمون.
6- ومجلس المهرجين، والمصفقين المنافقين، فهم لا يعرفون غير ذلك (مجلس الشعب، والشعب منهم براء).
7- قضية فلسطين التي يقتات عليها النظام طوال خمسة عقود، والقضية التي تُعد الآن بمثابة الحبل السري والمغذي للنظام السوري، والذي لا يعرف منها إلا الشعارات دون أي فعل لتحريرها، بل يحمي مغتصبيها، بل منع أي عمل عسكري من حدوده ولا حتى طلقة واحدة،.. ويسمى نفسه ممانع.
8- خداع الإخوان المسلمين وحماس بتلك الممانعة الوهمية، ونأسف لتورطهم بأن يكونوا تحت لوائه، وهو الذي يكشف خططهم للعدو ويوجههم غير وجهة.
وبناءً على ما تقدم، فقد رفض رئس النظام أن يعتبر من دروس الآخرين في تونس ومصر، وهدد بالفتنة الطائفية، ونسي وتناسى أن الشعب السوري يمقت هذا المنطق، ولم يعرفه إلا على أيدي هذا النظام، وهو متآلف، بل هو يد واحدة ضدّ الطائفية والطائفيين، كائنا من كان دعاتها، وأن جميع الشعب يريد متنفساً واحداً وهو الحرية، وكف أيدي زبانية النظام من الفروع القمعية الوحشية.