"بالكلمة خلق الله العالم" .. هكذا قالت التوراة.
"في البدء كان الكلمة" أول آيات الإنجيل ..
(اقرأ باسم ربك) أول آيات القرءان الكريم وليس يقرأ غير الكلمة ،وبالكلمة خلق الله آدم، وبالكلمة صار عيسى المسيح إعجازا، وصار موسى كليما ؛ لأنه استمع الكلمة ..
لعن اللهُ إبليس لأنه رفض الكلمة ... ويدخل أبو طالب النارَ لأنه لم يستمع الكلمة!
الكلمة.. ما الكلمة ؟!
يقتل رجل آخرَ إذا تحدث عن نسائه ومسَّ عِرْضَه ، ونفس الرجل يتغنى طَرَبًا إذا خلا رجل ببنته؛ لأنه فقط قال كلمة!
ثم تصير نفس المرأة حراما على نفس الرجل إذا قال لها كلمة !
كلمةٌ تُقال فنبتسم، وأخرى فنبكي ... كلمةٌ تَقْتُل، وكلمة تُحْيِي!
تصير قلوبنا أسيرةَ الهوى إذا سمعت كلمة، وتبيع امرأة الكونَ من أجل أن تسمع كلمة!
ما أعجبَ الكلمات !
كثيرون يكتبون على أنفسهم الأوراق الموثقة بالعهود الغلاظ، ولا يعطون كلمة؛ لأن غياهب السجون أرحم عندهم إذا خالفوا أوراقهم من غياهب آلام الروح إن هم خانوا الكلمة
الكلمة ما الكلمة ...؟؟!!
أحبك كلمة، مات كلمة، مبروك كلمة، زَوَّجْتُك ابنتي كلمة، طالق كلمة، حرام كلمة, حلال كلمة, الإيمان كلمة, الكفر كلمة، الباطل كلمة, والحق كلمة.
بل وإن أعظم الأمر ورأسه كلمة ( لا إله إلا الله ) كلمة.... تدخل بها رحاب الضياء، والكفرُ كلمةٌ تهوي بها في هوة الجحيم الأبدي السحيق..
فيا من تقولون الكلمات بلا معنى، ويا من تهدرون الوعود، وتحطمون القلوب، وتقتلون الأرواح، ثم تتبرءون، وتتلمظون قائلين: ما فعلنا شيئا! ما هي إلا بعض الكلمات.. هل أدركتم معنى الكلمة؟!
أيها الخطباء والشعراء!
أيتها الأفواه الفاغرة!
أيتها الألسن السكيبة!
هلا رحمتم قلوبنا!
هلا تعلمتم أن الوجود كلمات، فلا تخونوا الكلمة، فتخونوا الوجود كله!
ما أقسا الكلمات!
ما أنعمها! ما أروعها! ما أصعبها تلك كلمات
وأنا هنا أقول كلمتي؛ لأن الإنسان ما هو إلا كلمات!
حتى السفهاء يسارعون بإدلاء دلوهم ليقولوا: نحن هنا!
والظالمون يسحقون رءوسنا حتى يقولوا كلمتهم دائما!
والشهداء يقدمون أعمارهم ليقول الضعفاء كلمة!
لذا فإني لن أكسر قلمي أبدا.. سيظل يقول؛ لأني كلمة نطق بها الوجود!
فليسمعني العالم!
فليسمعني العالم!
فليسمعني العالم
وإذا أصم أذنيه دوني سيظل الصوت يدوى؛ لأني أحمل عالمي بصدري وأنا فقط من يحمل عقلي، ولي أنا قلبي..
عقلي يصنع أكواني، وقلبي يعشقه، وترمقه عيني.. لذا لن أصمت!
سأتكلم.. لأني كلمة، تسمعها الكلمة..!