أسألُ
عن خنسائِنا المصون
هل تواصلُ الإنجاب؟
وتقتلُ العقمَ؟
وتثمر الرجالَ للقتال؟
..........
أم أنها
قد روّعتها الأفاعي؟
وسمَّها الزعاف؟
من لولب نحاس
وآخرَ شفاف
........
أسألُ يا سناء *
هل الشظايا والقذائفُ
تُشعلُ النيرانَ والعواطف؟
وتجعل النساءَ في الفداء
كالرجال في المقاذف؟
...........
أسألُ....
عن قدسنا المهانة
عن قلعة الشقيفْ
عن رجولةٍ مُدانة
عن صبرنا السخيفْ
عن رُفقةِ الأفاعي
وخيانةِ الحليف
عن حاضرٍ مُلطّخ
عن أمسنا النظيفْ
أسألُ يا سناء...
متى في عروقنا ...
تُضَخ الدماء؟
كي لا نخافَ...
بل نخيفْ
أسألُ...
عن كلِّ من مضى...
بلا هوية
عن كلِّ من قتل...
بدون بندقية
عمن أعز رموزَ الطائفية
كيف غفلنا يا سناءُ
حتى تسلقوا العلية؟
أسأل يا سناءُ
بعد كم من الوقتِ
تحينُ القادسية؟
..........
أسأل يا سناءُ
عن زُرقة السماءِ في المساءْ
كيف صارت مغبرة؟
عن شهداءِ الأرضِِ في العراءْ...
لم نجدْ لهم جدار مقبرة؟
عن رجولةِ الرجالِ في بلادي...
كيف صارت مبعثرة؟
عن يهودٍ كيف عادوا...
مَن مدّ لهم إلينا قنطرة؟
عن ليلِنا الطويلْ...
عن صبرِنا الذليلْ...
عن دموعِنا المصادَرة؟
أسألُ يا سناء...
في الصبحِ والمساءْ...
عن صلاح الدين
لِمَ لَمْ تلدْه...
بعدُ امرأة؟
* سناء محيدلي فتاة لبنانية دخلت بسيارتها المفخخة وسط كتيبة إسرائيلية أثناء غزو إسرائيل للبنان سنة 1982 فقتلت ما يزيد على الخمسمائة، عندما رأت هروب الرجال.