لماذا؟
لماذا سيدي عندما تأتي يحتضنني المكان؟
ويرّبت علىّ فضاء منتشر من حولي؟
ألم تكن نفس الحجرة من قبل فم حوت
جدرانها فكّه وأثاثها أسنانه؟
لماذا أرى الجدران الآن حضن أمي وأجلس في المقعد فيحتويني؟...
لماذا؟...
لماذا عندما تغيب أشعر باليتم؟
أشعر أنني وحدي ضللت الطريق...
وتصير الغرفة باردة جدا...
واسعة جدا لدرجة أن أصبح غريبة فيها...
وضيقة جدا لدرجة الاختناق...
لماذا عندما تحضر يتغير كل شيء؟
يتحول يتمي إنتماء
أرتمي على صدر خطواتك
فيتكثف الأمان بداخلي يملأ مسامي...
وبعد شعوري بأنني ضللت وحدي
أجد في وجهك خريطة أحلامي...
الغرفة الباردة يوهجها وجودك
اتساعها المخيف يصبح رحابة
ضيقها الخانق يصير خصوصية...
لماذا تتبدل وجوه الناس عندما تغيب
أخافهم
أشعر بهم كيانات غريبة عني
أريد أن أركض بعيدا عنهم
عيونهم متلصصة
وجوههم واجمة
وجودهم يرهقني ويكثف وحدتي....
لماذا؟
لماذا عندما تأتي أحبهم!!!
تصير عيونهم نوافذ أرى فيها تعاطف
تصبح وجوههم لوحات نابضة بالحب
يصبح وجودهم أكثر دفئا...
لماذا؟
لماذا عندما تغيب تصبح قهوتي سوداء؟
وأذن قدحها تتلصص على؟
وعندما تأتي أراها بلون الدفء...
أراها مصنوعة من بُن عيونك...
تسري حلاوتها في فمي
تنعشني رائحتها
تصبح أذن قدحها مستودع أسراري
أبوح له بأنني وجدتك...
لماذا يتغير كل شيء إذا ابتعدت؟
زهوري الحمراء تصير علامات مرور تنذر بالتوقف...
عطري لا يصادق احساسي
وعندما تحضر...
آه منك عندما تحضر
يتغير كل شيء
تتوهج زهوري
ويومض أحمرها ليشعل حرائق الشوق...
يلّفني عطري لأنام في سريره يربّت علىّ...
وجودك عجيب...
والاعجب منه شعوري به...
يجرجرني من رقبة لهفتي ...
يعربد بداخلي...
يدوبني...
يحيرني
يكاد يذهب بعقلي
لماذا ؟
لماذا يبتلعني داخلي عندما تغيب؟
وإذا حضرت
إحتويت أنا كل المكان؟؟